متفرّقات
09 أيار 2024, 10:00

إعلاء كرامة العمّال والقضاء على عمالة الأطفال

تيلي لوميار/ نورسات
تظلّ كرامة العمل وقيمته هديّة لا تمكن الاستهانة بها في أيّ مجتمع اليوم. بفضل جهود الملايين من الناس الذين يضعون طاقتهم ومواهبهم وإبداعاتهم يوميًّا لتطوير مختلف قطاعات بلداننا. ومع ذلك، فإنّ نداء العمّال من أجل تحسين ظروف العمل، وبخاصّة في البلدان النامية، لا تزال أقلّ من الاستجابة المطلوبة من قبل الحكومات وأصحاب الصناعات، بحسب "أخبار الفاتيكان".

 

يأسف العديد من العمّال في أفريقيا لفترات الاختبار الطويلة التي لا نهاية لها قبل أن يتمّ توظيفهم بالكامل من قبل أرباب عملهم. يبدو أنّ هذا يحدث في كثير من الأحيان للعمّال شبه المهرة وغير المهرة. يقول السير ستيف أديهي، عضوٌ في تشكيلة "كبار المدافعين عن نيجيريا" والفارس البابويّ: "بما أنّ الكثيرين بحاجة ماسّة إلى العمل، فإنّهم يصيرون ضعافًا أمام أصحاب العمل الذين يبقونهم في فترة المراقبة لأكثر من سنة".

ويدرك صاحب العمل أنْ بمجرّد أن يعمل العامل بشكل كامل، يصبح من حقّه نوال استحقاقات وبدلات إضافيّة لا يمكن له الحصول عليها في فترة الاختبار. ولذلك يوصي أديهي بفترة لا تقلّ عن 3 أشهر و 9 أشهر كحدّ أقصى تحت المراقبة، بموجب عقد موقَّع.

يجب على كلّ شخص يبحث عن عمل، سواء على فترات طويلة أو قصيرة، أن يسأل عن شروط العمل وأحكامه ويفهمها بوضوح قبل تولّي الوظيفة. من المهمّ أيضًا أن يبذل المرء قصارى جهده في أيّ مهمّة يقوم بها لأنّ هذا " يشجّع أصحاب العمل على توفير ظروف عمل أفضل وأجر عادل لموظّفيهم".  

أمّا في خصوص عمالة الأطفال، فهي لا تزال تحدّق في وجهنا وتلومنا، في العديد من المدن الأفريقيّة. في بعض الأحيان يتمّ رصد الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ستّة واثني عشر عامًا كباعة متجوّلين وعمّال في المتاجر، ويُصار إلى إجبارهم على العمل حتّى ساعات متأخّرة. ووفقا للسير ستيف أديهي، فإنّ "عمل الأطفال هو أحد أسوأ أشكال إساءة معاملة الأطفال في قوانين حقوق الأطفال وحمايتهم...ويجب ألّا تكون حماية الأطفال خياًرا، بل مسؤوليّة تقع على عاتق الجميع".

الشباب في كلّ دولة هم قوّة عاملة حيويّة لا غنى عنها. لسوء الحظ، هناك الكثير من الشباب العاطلين عن العمل، الذين يبقون بعد الدراسة الجامعيّة سنوات طوال، أحيانًا، قبل العثور على عمل مجزٍ. وقد أدّى ذلك أيضًا إلى زيادة معدّل الجريمة وجعلهم أكثر عرضة للتجّار بالبشر والمخدِّرات.

يدعو السير ستيف إلى خلق المزيد من فرص العمل من جانب الحكومة، لكنّه يذكّر الشباب أيضًا بأنّ "الحكومة لا يمكنها خلق فرص عمل للجميع. يجب أن تبحثَ أنتَ عن طرق لائقة ومبتكَرة لكسب لقمة العيش، من أجل كرامتك وخير المجتمع".

ويبقى القدّيس يوسف بالنسبة إلينا نموذجًا ومعلّمًا لكرامة العمل. فقد واظب على شغله، في الظروف كلّها، في أرضه وفي مصر، ليعيل عائلته وينقل إلى يسوع، الذي ائتمنه الله الآبُ عليه، عملَه في النجارة.  

في الختام، لكلّ عملٍ أفراحه وتحديّاته، ولكن، إن ظلّ المرء مركِّزًا على ما يقوم به، وثابتَ العزيمة، وملتزمًا مثل القدّيس يوسف، فسوف تأتي بركات الله وفيرة على جهوده والتزامه.