ثقافة ومجتمع
31 تموز 2017, 12:00

قصة اليوم: نفس نبيلة!

وأيّ نبيلة! نفس الشّاب الضّابط في سلاح الطّيران إبّان الحرب العالميّة الأولى واسمه غينمر. لا مجال لتفصيل مآتيه البطوليّة. يكفي أن وطنه فرنسا جعلت مدفنه في البانتيون مع أعظم عظمائها، مكافأة لخدماته، وإهابةً بالشّباب للنسج على منواله.

عاد يومًا إلى العائلة ليطمئن والدته، ويُقيم الى جانبها ينعم بحنانها، لفترة 24 ساعة على عادة الجنود إبّان الخدمة العسكريّة. ولكن من يستطيع إقناعه بالرّاحة. عبثًا كانت والدته تتمسّك به وتقول له : "اهدأ! فقد قمت بواجبك!" – "لا تقولي هذا يا أماه! ما دام هناك مجال للعمل، فلا ينتهي الواجب!" – "ولكنك بذلت كثيراً يا بنيّ، فخذ قسطًا من الرّاحة!" – "ما لم يبذل الانسان كل ما يستطيع، فهو لم يبذل شيئًا يا أمي".
هنيئًا لوطن هذه هي معنويات أبنائه! ومرحى للشّباب بهذه الهمّة وروح البذل والفداء. ويجدر بكلّ نفس حساسّة وقلب شهم أن يتساءل أمام هذا العملاق عمّا اذا كان يقوم بأمانة بكل ما يتوجب عليه نحو ربّه وقريبه، ونحو ما تقتضيه منه تربيته العائليّة والأعمال الانسانيّة!
بهذا يوصينا يسوع عندما يقول لنا: "إذا فعلتم جميع ما أُمرتم به فقولوا: نحن خدمٌ لا خير فيهم، وما كان يجب علينا أن نفعله فعلناه" (لو 17: 10).