تساعيّة القدّيسة تقلا

اليوم الأوّل

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّها الآب الحقّ القدّوس، الإله الحقيقيّ وحدك، مُبدعُ السّماءِ والأرض، ملكُ الدُّهور، ومانحُ القداسة؛ الحنونُ، العطوفُ، غافرُ الخطايا، الذّي يُقدّسُهُ السّرافونَ القدّيسون، ويشكُروهُ البشر الأرضيّون ويسجدون له ويمجّدونه.

إنّك القدّوس الكلّيُّ القدرة، يا من صنعت الإنسان من تراب، ومنحتَهُ التّنعُّم بالفردوس.

يا واهِبُ النّعم والقوّة والشّجاعة والقداسة للشّهداء الذين أرضوكَ، وحملوا نيرَ ابنك الحبيب ربّنا يسوع المسيح:

نُقدّم لك أنفُسنا في هذه التّساعيّة ونطلب من جودِك هذه النّعمة التي نحن بحاجة إليها (...)، بشفاعة القديسة تقلا أولى الشّهيدات، فاستجِبنا، ولا ترُدّنا خائبين لنُشيد معها بحمدك ونشكر رحمتك إلى الأبد.

آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم الثّاني

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّها المسيح إلهنا، ابن الآب الأزليّ، أنت الذي افتديتنا بموتك حرًّا على الصّليب وأنت البريء القدّوس، يا من قرّبت نفسك إلى والدك قربانا شهيًّا، ودفعت ثمن خلاصنا: آلامك المحيية، ودمك الطّاهر، وجسدك الأقدس، وأحييتنا بقيامتك، ووهبت قدّيسيك نعمة مشاركتك السّرّيّة والمؤلمة في استحقاق ثمار الفداء والخلاص.

لقد أنعمت على القدّيسة تقلا بأن تكون أولى شهيداتك، فزهدت في الدّنيا، واستخفّت بآلات التّنكيل والموت، لا سلاح لها إلّا إيمانها بك واتّكالها عليك وحبّها لك، فكانت وسط النّار والأسود والحيّات والثّيران، سالمة من كلّ أذى وضرر، تمجّدك وتهتف بقدرتك اللّامتناهية.

نسألك، بشفاعتها المستجابة لديك، أن تهبنا النّعمة التي نحن بحاجة إليها (...)، فنشكرك ونمجدك معها كلّ أيّام حياتنا إلى الأبد. آمين.

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم الثّالث

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّها الرّوح القدس، الرّبّ المحيي، بك ندعو الآب أبانا، يا من حللت على الرّسل ومنحتهم قوّة الشّهادة، فبشّروا العالم بالخلاص.

أنت الذي قوّيت الشّهداء القدّيسين فلم يضعفوا أمام الولاة والحكّام، واحتملوا العذاب ولم ينكروا المسيح الرّبّ، يا مكلّل الأبطال الذي يفرح بعيدهم، يا من سكنت قلب القدّيسة تقلا فأضرمتها بحب الفادي الإلهيّ، وقوّيتها ورفعتها في البيعة مثال المحبّة والإيمان، فصارت قدوة في اتّباع المسيح ونشر تعاليمه المقدّسة.

نسألك يا روح القدس، أن تسكب في نفوسنا نعمة الشّهادة الحقّة، فندرك عظم محبة الله لنا، وتمنحنا بشفاعتها النّعمة التي نلتمسها منك (…)، لنشكرك ونسبّحك معها إلى الأبد. آمين.

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم الرّابع

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها العذراء مريم أم الله الكلّيّة القداسة، يا ابنة الآب القدّوس، وأمّ الابن الوحيد، وعروس الرّوح القدس، المباركة بين النّساء، يا سماء أشرق من حشاك مخلّص العالم، ربّنا يسوع المسيح.

يا أمّنا وشفيعتنا، يا ملكتنا السّماويّة ومرشدتنا إلى الحقّ والحرّيّة والسّعادة، وطريقنا إلى الفرح الحقيقيّ، أفيضي علينا بركات السّماء، تحنّني على ضعفنا، احفظينا من كلّ ضرر نفسًا وجسدًا.

يا مريم البتول، يا من بصلواتك المقبولة لدى الله، كنت سندًا للشّهداء والقدّيسين في ثباتهم وتضحياتهم.

نسألك يا أمّنا بشفاعة القدّيسة تقلا، أولى الشّهيدات، أن تفيضي علينا النّعمة التي نحن بحاجة إليها (…) وتشفّعي بموتانا وتباركي حياتنا لنعمل إرادة ابنك يسوع كلّ الأيّام إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم الخامس

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها القدّيسة تقلا، يا رسولة المسيح إلى أرضنا، لقد جذبك إليه بطريقة عجيبة، فتركت أهلك وشعبك ووطنك، وطفت تبشّرين بكلمة الحقّ والحياة، تزرعين الفرح الذي تعيشينه أينما حللت، يا من جعلت محبّة يسوع محور حياتك، فجعل من قلبك التّقيّ مسكنًا وعرشًا مباركًا، فاتّحدت به مردّدة مع القدّيس بولس: لا أعرف يسوع إلّا مصلوًبا، فصرت بنعمته منارة ومثلًا حيًّا لكلّ من تبع المسيح وحمل صليبه.

نسألك، أن تتحنّني على الذين يتألّمون في أجسادهم وأرواحهم، والذين هم في يأس وضيق، واشفعي لعالمنا الضّائع.

إستجيبي صلواتنا في هذه التّساعيّة، فننال بشفاعتك النّعمة التي نحن بحاجة اليها (….)، لنعيش المحبّة الصّادقة ليسوع ربّنا ونشيد معك بمجده إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم السّادس

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها القدّيسة تقلا، يا من تبعت المسيح وحققت الحبّ الأكبر بتضحياتك واحتمالك صليب الاستشهاد مرّات عديدة.

قوّاك الرّبّ فتحدّيتِ الولاة والحكّام وكلّ سلطانهم، ولم تخافي قتل الجسد، بل شخصتِ بقلبك وروحك إلى الملك السّماويّ عريسك الإلهيّ، ولم يثنكِ عن حبّ الصّليب أيّ عذاب، فكان استشهادك المحبب على قلبك جسر عبورك من دنيا الشّقاء إلى عالم البقاء، ونهلت من نبع الحياة، فصرت ينبوع نعم وبركات لكلّ من يطلب شفاعتك.

إليكِ يا شفيعتنا الحبيبة نبتهل قائلين، صلّي عنّا إلى المسيح يسوع فاديك الذي زيّنك بإكليل الشّهادة، ليستجيب سؤلنا بحنانه، ويهبنا بشفاعتك النّعمة التي نحن بحاجة إليها (…)، فنشيّد بحمده وشكره إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم السّابع

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها القدّيسة تقلا، يا شهيدة المحبّة، لقد آثرت الرّبّ يسوع على كلّ شيء، وما شُغِفَ قلبك يومًا إلّا به، فجعلتِ إنجيلهُ وأسرتهُ المقدّسة محور حياتك.

لقد احتملت الضّيق والعذاب بصبر وفرح، فأدهشت الجميع بقوّة إيمانك وثباتك وتعلّقك بسرّ المحبّة الإلهيّة، فبلغتِ ملء العطاء بدون رجوع. ولم يفصلك عن محبّته أيّ شيء: لا موت، لا سيف، لا نار، ولا تعذيب، لا سلاطين، ولا ملوك، استطاعوا أن يبعدوك عن حبّ المسيح إلهك.

أطلبي لنا أن نسير على خطاك في محبّة الكنيسة وخلاص النّفوس، علّمينا أن نصلّي على مثالك، واذكرينا أمام الصّليب.

نسألك يا شفيعتنا، أن تباركي أهالينا وبيوتنا وأولادنا، أنيري دروب الشّبيبة ليجددوا إيمانهم وثقتهم بالرّبّ الحاضر دومًا في حياتهم، وأن يجعل من قلوبهم ملكوتًا له، فيكونوا شهودًا له في العالم، وامنحينا النّعمة التي نحن بحاجة إليها (…) لنمجّد الرّبّ معك إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم الثّامن

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها القدّيسة تقلا، يا من هِمتِ من المصلوب، فأعطاكِ مهر العُرس استشهادًا، وصرت معه بملء إرادتك قربانة حيّة.

لقد ملأ الرّبُّ روحك محبّة وعفّة وقداسة، وغمر قلبك رجاءً وفرحًا وسلامًا، فقدّمت له ذاتك فرحة مرددة مع القدّيس بولس: لست أنا التي تحيا بل المسيح هو الحيّ فيّ.

لقد عظُم الرّبُّ بكِ، إذ اتّكلتِ على إرادته المقدّسة، فصانك وحفظك بقوّة روحه القدّوس من كلّ أذى، ووهبك المجد والسّعادة الأبديّة.

نسألك أن تساعدينا في احتياجاتنا، وتستجيبي صلواتنا، وتشفي مرضانا، وتمنحي بلادنا الخير والسّلام والازدهار، وتحمينا من مكايد الشّرير، وتشفعي بموتانا وتمنحينا النّعمة التي نحن بحاجة إليها (…) لنؤهّل معك ومع البتول مريم أمّ الله أن نمجّد الثّالوث القدّوس إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)

 

اليوم التّاسع

باسم الآب والإبن والرّوح القدس الإله الواحد، آمين

أيّتها القدّيسة تقلا أولى شهيدات المحبّة الإلهيّة، يا عروسة نقيّة للفادي الإلهيّ، وشريكة الرّسل في البشارة بكلمة الحياة والخلاص، يا عنوان الأمانة ومثال التّضحية، يا حبيبة المصلوب.

لقد مشيت درب العذاب شاخصةً بعينيك إلى المتألّم، وبذلت ذاتك على مثال معلّمك الإلهيّ فداءً وحبًّا، وأنت ترددين مع القدّيس بولس: إنّنا من أجلك نماتُ النّهار كلّه، وقد حُسبنا مثل غنم للذّبح، ولكنّنا نغلبُ بالّذي أحبّنا.

لقد عرفت أنّ الغلبة هي بمحبّة المسيح ابن الله مخلّص العالم وحمل صليبه.

لقد وهبك الرّبّ بفضل صبرك على المحن، وإيمانك به واتّكالك عليه، أن تتخطّي الزّمان والمكان، فظللتكِ قيامتهُ، ومن يده نلت إكليل المجد والحياة.

لذا، نسألك يا شفيعتنا القديرة، أن تكوني لنا معينة، ولا تهملينا، تحنّني علينا فنزداد ثقة برحمة الرّبّ وتسليمًا لعنايته الإلهيّة، وننال النّعمة التي نحن بحاجة إليها (…)، فما من أحد التجأ إليك وعاد خائبًا.

أهّلينا أن نرفع المجد معك للثّالوث القدّوس، الآب والإبن والرّوح القدس، إلى الأبد. آمين

(الأبانا والسّلام والمجد مرّة واحدة)


صلاة الشّكر:

أيّتها القدّيسة تقلا، يا معلّمة الأجيال حبّ التّفاني والإخلاص، وأنّ طريق الشّهادة وبذل الذّات لأجل الرّبّ، هي طريق المجد والسّعادة الحقّة، لن ننسى كلّ حياتنا مدى عنايتك واهتمامك بنا.

نشكرك من كلّ قلوبنا على النّعم التي ننالها من الرّبّ يسوع بشفاعتك، رغم عدم استحقاقنا، ولكنّنا نسأل الرّحمة الإلهيّة بشفاعتك: غفرانًا لخطايانا ووعيًا تامًّا لإرادة الرّبّ فينا، لندرك على مثالك أنّ يسوع هو طريقنا إلى الآب السّماويّ، فيكون هو الأوّل في حياتنا، رجاءنا وبلسم جراح نفوسنا وأجسادنا.

وبصلواتك نزداد فرحًا في عيالنا، وقداسة في نفوسنا، وتنتعش قلوبنا بفيض حياة جديدة وحبّ جديد ليسوع ربّنا ولوالدته مريم العذراء الكلّيّة القداسة، ونرفع المجد والشّكر إلى الثّالوث القدّوس الذي أعلاك وكلّلك أولى شهيدات المحبّة الإلهيّة في الكنيسة إلى الأبد. آمين