قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 2 تشرين الثاني

تذكار جميع الموتى المؤمنين

الكنيسة اللّاتينيّة

إنّ الكنيسةَ لنْ تبلُغَ كمالَها إلّا في المجدِ السماوي. لذلك «ما دُمنا في هذا الجَسَد، نَحْنُ في هِجرَةٍ عنِ الرَّبّ» (2 قور 5: 6) وإذ «لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في البَاطِن مُنتظِرينَ التَّـبَـنِّي، أَيِ افتِداءَ أَجسادِنا» (رو 8: 23)، ونرغَبُ في أنْ نرحَلَ لِنكونَ مع الربّ (فيل 1: 23). إلّا أنّنا قبلَ أنْ نملِكَ معه، سنظهَرُ «أَمامَ مَحْكَمةِ المسيح لِـيَنالَ كُلُّ واحِدٍ جَزاءَ ما عَمِلَ وهو في الجَسَد، أَخَيرًا كانَ أَم شَرًّا» (2 قور 5: 10). فبالإيمانِ ننتظرُ «تَجَلِّيَ مَجْدِ إلهِنا العَظيم ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيحِ» (طي 2: 13) «الَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِہِ المَجيد» (فيل 3: 21). إلى أن يأتي ذلكَ اليومُ، يُكمِلُ بعضُنا غُربتَـهُم على الأرضِ، والبعضُ وقد أكمَلُوا حياتَـهُم يُطهَّرون، والبعضُ الآخرُ يتأمّلون في وجهِ ﷲ في المجد. إنّما نشتركُ كلُّنا، ولو على درجاتٍ وتحتَ أشكالٍ متنوِّعةٍ، في المحبةِ نفسِها لله وللقريب. لذا أحاطَتِ الكنيسةُ بتقوًى كبيرة ذِكرَ الموتى وذلكَ منذُ العصورِ المسيحيةِ الأولى وقدَّمَتْ عنْ نيَّتهِم التقادِمَ «لأنَّ فكرةَ الصلاةِ لأجلِ الموتى كي يَخْلُصوا من خطاياهُم هي فكرةٌ مُقدَّسَةٌ تَـقَوّية» (2 مك 12: 45). فذبيحةُ المسيحِ الإفخارستيّة تُسعِفُ إخوتَنا هؤلاء لكي يُطَهَّروا من كلِّ شائبة ليتنعّموا بمجد ﷲ. (رَج. المجمع الڤاتيكاني الثاني، "نور الأمم"، 48-49).