قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 1 تشرين الثاني

جميع القدّيسين

الكنيسة اللّاتينيّة

ُعلّمُنا المجمعُ الڤاتيكاني الثاني أنَّ المسيحيينَ بأجمعِهم يؤلِّفونَ كنيسةً واحدةً لا تنفصِمُ بالموت، بل تتقوّى أواصرُها بتبادلِ الخيراتِ الروحية. فسكانُ السماءِ المتّحدونَ مع المسيحِ، يُـوَطِّدونَ الكنيسةَ كلَّها في القداسةِ، لأنَّهم، يضرعونَ باستمرارٍ لأجلنا، مقدّمين الاستحقاقاتِ التي نالوها على الأرضِ بالوسيطِ الواحدِ بين ﷲ والناس، يسوعَ المسيح (1 طيم 2: 5). إنَّ تأمُّلَنا في حياتهم، هو دافعٌ يحثُّنا على السعي إلى المدينةِ المُقبِلة (عب 13: 14؛ 11: 10). فَبِهم يُظهرُ ﷲ لنا حضورَہُ ووجهَهُ، ويكلِّمُنا بِواسطتِهم، ويُرينا آيةَ ملكوتِه ويجذِبُنا إليهِ بقوّة. وكما أنَّ الشركةَ بين المسيحيينَ الذين على الأرضِ تُقرِّبنا أكثرَ مِنَ المسيحِ، هكذا تُـوَحِّدُنا شركةُ القدّيسينَ بالمسيحِ الذي منهُ تَفيضُ كلُّ نعمةٍ وحياة. لذا يليقُ بنا أن نحبَّ أحباءَ يسوعَ وورثَتَـهُ، الذين هم أيضًا إخوتُنا والمحسنونَ إلينا، وأنْ نشكرَ ﷲ مِن أجلِهم، لأنَّ كلَّ شهادةِ حُبٍّ أصيلةٍ نُـقَدِّمُها إلى سكّانِ السماءِ، إنّما تتّجهُ في طبيعتِها إلى المسيحِ "إكليلِ جميعِ القديسين"، وبواسطتِه إلى ﷲ الذي هو عجيبٌ في قديسيهِ ومُمجَّدٌ فيهم. أمّا إكرامُ القدّيسينَ الأصيل فلا يَقومُ بالإكثارِ مِنَ الأعمالِ الخارجيّة، بل بممارسة حبٍّ حارٍّ وحقيقيّ، به نسعى لخيرِنا الأعظم ولخيرِ الكنيسة بأسرِها. (رَج. الدستور العقائدي "نور الأمم"، 49-51).