دينيّة
25 أيار 2024, 12:00

أقوم مع المخلّع!

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب بسام ناصيف

 

""يا سيد ليس لي إنسان". هكذا شكى المخلّع أو المفلوج حالته لدى الربّ يسوع. مفلوجٌ منذ 38 سنة، وحيدٌ، ليس لديه إنسان يعينه ليشفى. وإذا نظرنا يمينًا ويسارًا، نرى أن هناك الكثيرين من النّاس مفلوجين. البعض مفلوج لسبب صحيّ، ولكن الأكثريّة مفلوجة لسبب روحيّ أو نفسيّ: منّا من فقد ابناً عزيزاً، فوقفت الحياة عندها، ومنّا من لم يغفر لأخيه، فبقي مقصيًا من العائلة، وحيداً، ومنّا من جرفت مصالح الآخرين وأنانيتهم آماله وطموحاته فتحطّم وحزن وانكفأ، ومنّا من فاضت ثروته وأصبح غنيًا، فأعمى المال قلبه، ومنّا من وصل إلى منصب رفيع فأعمى التكبّر بصيرته... الأمثلة كثيرة، والفالج منتشر، والوحدة تملأ عالماً مكتظاً بالبشر...  

 

"أتريدُ أن تبرأ؟" سأل الرب يسوع المخلّع. كيف أبرأ فعلاً؟ هناك كلمة محوريّة ومهمة في انجيل اليوم، وهي: "قم!" ولكن كيف أقوم اليوم؟  

هناك ثلاثة أمور ممكن أن أعملها لكي أقوم وأشفى.

أولاً: أن أرفع نظري الى الله طالبًا المعونة والرحمة، وهذا لا أستطيع فعله إذا لم أعترف أولاً أني مقعد، وبحاجة للمساعدة كي أقوم.  

ثانياً: أن أنظر يميناً ويساراً وأرى من هو محتاج، وبحاجة للمساعدة، من هو مخلّع أيضاً مثلي، من هو حزين، مقعد، مكبّل، مريض، فلأذهب إلى مساعدته. نحن "جسد المسيح" في العالم، والله قادر أن يحقق عجائب كثيرة بواسطتنا، إن آمنا به وبكلامه. أعطانا الله مواهب كثيرة، لنعمل بها، فنستفيد من أجل خلاصنا، ونفيد الآخرين.  

 

ثالثاً: أن أنظر إلى داخلي، وأفحص ضميري، وأسأل: أين أخطأت؟ أين تصرّفت بشكل غير مسيحي؟ هل أنا في تواضع أو في تكبر؟ هل أنا في اتكال على الله، أو في حالة إلقاء المسؤولية على الغير وعلى الله؟  أنظر الى داخلي، ليس فقط لأرى الخطأ، بل لكي أتجدد وأتغيّر.  

 

"يا سيّد ليس لي إنسان". ما الحلّ؟ ثلاثة أمور: أن أنظر إلى الله، أن أنظر إلى القريب، وأن أنظر إلى الداخل. يعني يجب أن أحرّك ما أعطاني الله من قدرة، وأسلّم أمري إليه. لأبدأ هذا من اليوم بفكر مندفع، وبتصميم على النهوض.

الله يأتي ليقول لي اليوم: أتريد أن تبرأ؟  

قم فينير الله حياتك،  

قم من كبوتك، قم من حزنك، قم من عقدتك، قم من خطيئتك!  

المسيح قام، ويستطيع أن يقيمني اليوم إن أردت ذلك.  

آمين."