دينيّة
24 أيار 2016, 08:50

إلى أصحاب ريشة العبوديّة!

ريتا كرم
إلى قاتلي الكلمة والفكر، إلى مشوّهي الجمال والمعتدين على المقدّسات، إلى أصحاب ريشة العبوديّة!

 

أردتم أن يغفو بالأمس الرّأي العامّ على "تحفة" جديدة من توقيع فكركم الدّاعشيّ، فنشرتم عبر الصّفحة الرّسميّة لمحافظة السّويس المصريّة على الفايسبوك، صورتكم "المفبركة" ليسوع في العشاء السّرّيّ يلتقط صورة Selfie مع تلاميذه بوضعيّات مغايرة عن الأيقونة الأساسيّة ومهينة لقدسيّة ورمزيّة مضمونها. صورة تزامن توقيتها مع مناقشة لجنة الشّؤون الدّينيّة في مصر المادّة 98 من قانون العقوبات الخاصّة بتجريم ازدراء الأديان، والّتى تسببت فى حبس العديد من المصريين، دفع ثمنها الأقباط وكان آخرها سجن أربعة أطفال بالمنيا لنقدهم داعش.

اعتقدتم أنّكم بعملكم هذا ستحصدون مؤيّدين ربّما لإنجازكم، أو ستتغلّبون على مسيحنا. ولكن أوَلا تدركون أنّه في تصرّفكم هذا سطحيّة وضعف؟! فلو أدركتم من هو مسيحنا حقّاً لما تجرأت أياديكم على ما صنعته.

فيا أصحاب ريشة العبوديّة، إلهنا حيّ علّمنا الغفران والمحبّة، ونحن شرّعنا له أبواب قلوبنا. هو إلهنا وإلهكم، ربّنا وربّكم، حقيقتنا وحقيقتكم شئتم ذلك أم أبيتموه!

تخافونه لأنّه هزم الموت وداس الشّيطان السّاكن قلوبكم المظلمة. تهابونه لأنّ قَلَب المقاييس بالحبّ ولوّن الدّنيا بريشة السّلام والرّحمة! ترتعب أفكاركم الهزيلة عند ذكر اسمه فتظهر فيكم روحٌ تبرّأت منها كلّ الأديان السّماويّة.

أصلبوه بقدر ما شئتم، فعلوها قبلكم منذ أكثر من ألفي عام ولكنّه قام وانتصر. فإله القيامة لن تغلبه شدّة أو يوقفه سيف. ومهما غدرتم به سيغفر لكم، أتعلمون لماذا؟ لأنّه إله المحبّة العظمى، لأنّه من أجلكم أتى. أتى ليعيد إلى قلوبكم المظلمة النّور ويوقد في نفوسكم نار الرّحمة.

حوّلتم صورة العشاء السّرّيّ عن رمزيّتها ولكن عساكم ترون فيها تواضع يسوع وفرحه ومحبّة تلاميذه. عساكم لا تكونون ذاك التّلميذ الخائن الّذي يسلّم معلّمه ويطعن به. عساكم ترون الله الموجود في كلّ إنسان مهما كان دينه، الله الجامع الموحّد. عساكم أخيراً تدركون وتتأكّدون أنّه مهما اهتزّت الجبال من حولنا، كنيستنا قويّة وأبواب الجحيم لن تقوى علينا.