دينيّة
25 شباط 2024, 08:00

الأب كرم: عندما يفشل الطّبّ البشريّ، يأتي الطّبّ الإلهيّ الضّامن للشّفاء

تيلي لوميار/ نورسات
"يسوع في تطوافه تزحمه جموع غفيرة، هذه الحشود كلّها تدلّ على القوّة الّتي تخرج من يسوع وهي مانحة الشّفاء. عندما يفشل الطّبّ البشريّ، يأتي الطّبّ الإلهيّ الضّامن للشّفاء." بهذه المقدّمة استهلّ الكاهن المتفرّغ لصلاة الشّفاء في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا حول إنجيل أحد شفاء النّازفة (لو8: 40- 56).

وتابع: "أتى رئيس المجمع وسجد أمام يسوع. أمجاد العالم تنحني أمام مجد الرّبّ. يركّز الرّبّ يسوع في هذا النّصّ على الإيمان. إنّ الإيمان له بعد تبشيريّ. طلب الرّبّ من المرأة النّازفة أن تجاهر بإيمانها. فالإيمان لا يوضع تحت المكيال بل على منارة وذلك من أجل جذب النّفوس في إيمانهم للرّبّ."

وأكمل: "في هذا النّصّ نرى شفاءين:

-إمرأة نازفة، حيث الشّريعة تمنعها من مخالطة الجموع، إنّها نجسة! (لاويين 15: 25- 27)

-إبنة لها من العمر 12 سنة وقد أشرفت على الموت.

المرأة النّازفة لمست طرف أدران رداء يسوع، لمسة إيمانيّة فتمّ للحال الشّفاء العجائبيّ. يسوع يعلن أنّ قوّة خرجت منه. إنّها قوّة الرّبّ الّتي يمنحها لإبنه يسوع من أجل شفاء المرضى (لوقا 5: 17). هذه القوّة الشّفائيّة تمنح للرّسل الإثني عشر "ودعا يسوع الإثني عشر وأعطاهم قوّة وسلطان على جميع الشّياطين... وأرسلهم يبشّرون... يشفون المرضى." (لوقا 9: 1- 2).

وكما نرى في أعمال الرّسل:"أوصاهم ألّا يغادروا أورشليم، بل لينتظروا: وعد الآب الّذي سمعتموه منّي." (أعمال 1: 4).

إنّها قوّة الرّوح القدس صانعة المعجزات:"ولكن، حين يأتيكم الرّوح القدس، تنالون القوّة وتكونون لي شهودًا إلى أقاصي الأرض." (أعمال 1: 8).

يسوع يعلن للمرأة النّازفة نفس العبارة الّتي قالها للمرأة الخاطئة (لوقا 7: 7) بأنّ الرّبّ خلّصها بفعل إيمانها."

وأردف: "ويختتم النّصّ بشفاء إبنة يائيروس (لوقا 8: 49- 52).

حسب المنطق البشريّ صلاة يائيروس لم تجدِ نفعًا، "إنّ ابنتك ماتت، فلا تتعب المعلّم" (لوقا 8: 49). يسوع يدعو الأب بأن يتخطّى النّظرة البشريّة: الخلاص يأتي من يسوع ومرتبط بإيمان يائيروس. "لا تخف آمن فقط وهي تحيا" (لوقا 8: 50)."

وأكمل شارحًا: "إنّ الخلاص والإيمان يتوجّهان إلى المرأة النّازفة ويائيروس.

يسوع يعطي المعنى للخلاص بقوّة الإيمان.

يسوع في دخوله المنزل يتحدّى بكلامه أنّ الصّبيّة نائمة ولم تمت ويثبت أنّ الموت هو رقاد ولكنّه ليس نهائيًّا.

كما يوجّه الكلمة لأرملة نائين "لا تبكي" (لوقا 7: 13)، هكذا قال يسوع "لا تبكوا لأنّها لم تمت" (لوقا 8: 52).

هذا النّصّ يحمل التّعابير المستعملة في الكنيسة عندما نتكلّم عن القيامة، "لذلك قيل: إستيقظ أيّها النّائم وقم من بين الأموات، والمسيح يضيء لك." (أفسس 5: 14)."

وإختتم الأب كرم بعبرة للعيش، فكتب: "كيف تعيش زمن الصّوم المبارك؟ هل تجعل من الصّوم مسيرة نموّ في الإيمان؟ هل تختبر الشّفاء والّذي يطال جميع دوائر حياتك الرّوحيّة والنّفسيّة وحتّى الجسديّة؟ هل تشهد للجميع بقوّة الإيمان الّتي تجعل قوّة من السّماء تنسكب عليك؟"