بين الأرض والسّماء.. لفتة
كم من مرّة تمنّينا الالتقاء بالله، كم رجونا محادثته أو حتى مشاركته الطّعام؟ اللقاء المنتظر ولحظات السّعادة هذه ليست بالمستحيلة، فالله موجود بيننا، في الأطفال والمحتاجين والفقراء... هو موجود في أفراح الناس وفي مشاكلهم، في ابتساماتهم ودموعهم، حاضر دائماً للقائنا فهل نراه؟
نحن نسعى دائم للوصول الى السّماء، فماذا لو حوّلنا منازلنا الى جنّة مقدّسة تستقبل قلوباً متعطّشة للفتة حنان؟
كثيرة هي الطّرق التي تسمح لنا باستضافة المسيح في بيوتنا، كثيرة هي اللفتات التي تقرّبنا منه، فإذا سخّر كلّ منا وزنة من وزناته لخدمة الآخر لما بقي محتاج بيننا.
ماذا لو أعطى الخبّاز مثلاً، رغيفاً لفقير يلهف للقمة عيش تنشل أطفاله من جوع استشرى بهم؟
ماذا لو قدّم الأستاذ بعضاً من علمه الى أطفال متعطّشين الى المعرفة والثقافة بعد أن حرمتهم الحياة أدنى حقوقهم؟
ماذا لو خصّصت الفنادق غرفاً تأوي عائلات مشردّة، لتمنح الدّفء لقلوب أنهكها برد شتاء الفقر والتشرّد؟
الكلّ في بحث عن "بدل" مقابل خدماته، فماذا لو كان هذا البدل ابتسامة تذكّرنا بوجه المسيح الذي وهبنا ذاته؟