ثقافة ومجتمع
12 حزيران 2019, 13:00

تحيّة إلى أطفال... ليسوا بأطفال!

ماريلين صليبي
في اليوم العالميّ لمكافحة عمل الأطفال، تحيّة إلى الطّفولة المسروقة...

 

تحيّة إلى العينين البرّاقتين اللّتين تآكلهما الحزن بسبب العمالة...

تحيّة إلى اللّسان الذي بدل ترداد دروسه راح ينادي "إلى العمل دُر... "

تحيّة إلى الجسد الذي لم ينمُ بالقامة والحكمة والصّحّة وحسب بل بالثّقل والتّعب والوجع فأصبح هزيلًا كهلًا...

تحيّة إلى العقل الذي تتخبّط فيه الهموم والحسرة والغصّة بدل الفرح والمرح واللّهو..

تحيّة إلى اليدين اللّتين صبغهما الشّحم وحفر فيما العمل دروبًا من الألم يزورها الدّمّ مرّات عدّة...

تحيّة إذًا إلى أطفال شاءت الظّروف أن تزجّهم في حبس العمل والتّعب باكرًا جدًّا، في محكوميّة إجباريّة شاقّة لن تنتهي إلّا مع انقضاء العمر...

تحيّة إلى أطفال لم تمنع أعمارهم الصّغيرة حجم المسؤوليّات والأعمال الكبيرة من سرقة طفولتهم ونقاوتها، بل الأيّام كبّرتهم سريعًا فباتوا يُسابقون العمر والسّنين...

في هذا اليوم العالميّ، لا بدّ من أن يلتفت العالم إلى هؤلاء الصّغار-الكبار، الذين يحلمون بمقاعد الدّراسة ويتأمّلون بحسرة الألعاب ويتمنّون بغصّة النّوم هنيئًا والكسل، لا بدّ من أن تستيقظ الضّمائر فتزيل من كفوف هؤلاء الوجع وتزرع مكانها براعم الفرح والرّاحة الفوّاحة...