دينيّة
07 تموز 2020, 07:00

تسعة أيّام مع سيّدة جبل الكرمل

ريتا كرم
تسعة أيّام مع سيّدة جبل الكرمل "هذا الإنعام لكَ ولأبنائكَ من بعدكَ، كلّ من يموت لابسًا هذا الثّوب، ينال الحياة الأبديّة" هذا كان جواب العذارء مريم لرئيس عامّ رهبنة الكرمليّين الرّاهب سمعان ستوك بعد صلوات يوميّة ملحّة إلى العذارء مريم طالبًا حمايتها للحفاظ على رهبنة الكرمل أمام الرّفض القائم ضدّها في الغرب، فكان يردّد ويقول: "يا زهرة الكرمل، يا كرمة مثمرة، يا بهاء السّماء، يا مريم العذراء، أنتِ وحدك الأمّ الشّفوقة، العذراء المتواضعة، الّتي لم تعرفِ رجلاً، أعطي أولادكِ أبناء الكرمل، امتيازًا فريدًا، يا نجمة البحر"، فكان الامتياز "ثوب الكرمل".

 

ففي 16 تمّوز/ يوليو 1251، ظهرت العذراء مع جوق الملائكة حاملة بيدها "ثوب سيّدة جبل الكرمل"، وهو عبارة عن قطعتي قماش متّصلتين بخيطين، إحداهما بيضاء اللّون تحمل صورة للعذراء مع الطّفل يسوع؛ والأخرى بنّيّة اللّون، اللّون الّذي طبع لباس الكرمل الرّهبانيّ.

الثّوب حفظ الرّهبانيّة وثبّتها في وجه الاضطهادات الّتي واجهتها، وبات "رمز الخلاص والحماية من المخاطر، وعربون السّلام والعهد الأبديّ"، ثوب لبسه ملايين الرّجال والنّساء في العالم أجمع من رهبان وعلمانيّين، من بينهم البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي ظهرت له عذراء الكرمل أيضًا بعد 70 عامًا، والّذي يشير إلى أنّ مرتدي الثّوب يعبّرون "عن عزمهم على صوغ حياتهم على مثال مريم، الأمّ والشّفيعة والأخت، العذراء الكلّيّة الطّهارة، مرحّبين بقلب نقيّ بكلمة الله ومكرّسين ذواتهم بغيرة لخدمة إخوتهم".

فيه يُظهر الكرمليّون إرادتهم الكاملة للتّكرّس لمريم العذراء والاقتداء بها في التّواضع والخدمة والسّهر على تحقيق اكتمال جسد المسيح السّرّيّ أيّ الكنيسة، والتّأمّل والصّلاة في سرّ المسيح الفصحيّ.

واليوم، مع بداية تساعيّة سيّدة جبل الكرمل، نغوص في رحاب صفاتها البتوليّة هي زهرة الكرمل والكرمة الوافرة الثّمار، باب السّماء وكرسيّ الحكمة، القدّيسة والدّائمة البتوليّة، نجمة البحر والمملوءة بركات.

نطلب منك أن تعضدينا في ضيقاتنا، أن تنمّي فينا رغبة النّموّ في القداسة بعيدًا عن الخطيئة مقاومين الشّرّ بشجاعة وانفتاح دائم على إلهامات يسوع. إستمدّي لنا من ابنك نعمة العيش كأولاد لك في الفرح والسّلام والحبّ. 

يا أمّ الرّحمة، كوني راحة ورجاء كلّ منازع ومتألّم، وانثري علينا عطرك الكرمليّ لنحيا بحمايتك الدّائمة الآن وفي ساعة موتنا، آمين.