ثقافة ومجتمع
02 شباط 2017, 14:28

جمعيّة "بربارة نصّار لمرضى السّرطان": رسالة أمل وكرامة

"يحقّ لكلّ مريض سرطان تلقّي العلاج بكرامة، من دون توسّل وتسوّل.." هذه كانت صرخة بربارة نصّار لدعم مرضى السّرطان، هي الّتي عانت الأمرّين إثر إصابتها بسرطان الثّديّ، الّذي انتشر في عظامها في مراحله الأخيرة سنة 2009.

 

نعم، هذه هي الأمّ والزّوجة الشّابّة الّتي تحدّت خوفها من المرض وأنجزت مع زوجها وولديها "رحلة العلم اللّبنانيّ" في صيف 2011، إذ جالوا على أكثر من 1655 بلدة لبنانيّة يجمعون تواقيع مخاتيرها على علم مساحته 10452 ديسيمترًا مربّعًا. وخلالها، كانت شاهدة على أنّ الإيمان وإرادة الحياة أقوى من الموت. وحين أجمع الأطبّاء على إيقاف علاجها لأنّ أيّامها باتت معدودة، أصرّت على المضيّ بالتّحدّي وصعدت إلى القرنة السّوداء مع عائلتها، ووجّهت من أعلى قمّة في لبنان تحيّة لأطبّائها.

وفي أيّامها الأخيرة، في 4 شباط/ يناير 2014 ، حصلت على "علم وخبر رقم 237" لجمعيّة تدعم مرضى السّرطان البالغين، شعارها: "ما تخلّو كلفة العلاج تحرمنا حياتنا". هكذا، وُلِدت جمعيّة "بربارة نصّار لدعم مرضى السّرطان".

قبل الرّحيل، حدّدت وزوجها أهداف الجمعيّة وخطّتها في دعم المرضى وأهلهم مادّيًّا ومعنويًّا، عبر تأمين تكاليف الدّواء والاستشفاء بكلّ كرامة.

في 27 شباط/ فبراير 2014، أسلمت الرّوح بابتسامة وفرح وسلام داخليّ، أسلمتها وهي مطمئنّة البال بأنّ الجمعيّة ستُكمل هذه الرّسالة الإنسانيّة.

وبالفعل، حمل زوجها السّيّد هاني نصّار هذه الرّاية بكلّ أمانة ونقلها إلى موقع "نورنيوز" في لقاء أطلعنا خلاله على رسالة الجمعيّة ومشاريعها.

"أُنشأت الجمعيّة بسعي من بربارة بهدف توعية مرضى السّرطان حول حقوقهم وكيفيّة التّعاطي الإيجابيّ مع مرضهم ودعمهم مادّيًّا ومعنويًّا"، بهذه الكلمات استهلّ نصّار حديثه معنا، وأكمل ساردًا: "بعد وفاتها، واستنادًا إلى الآية الّتي كانت تستشهد بها دومًا: "ما تخافوا من يلّي بيقتل الجسد، خافوا من يلّي بيقتل الرّوح"، كتبتُ أغنية "هوّارة" وغنّاها الفنّان جيلبير جلخ، وتقول كلماتها: "هوّر يا بو الهوّارة، جينا عالدّنيي زيارة طبيعيّ جسدنا يروح والرّوح بتبقى جبّارة". كما كثّفت الجمعيّة نشاطاتها المتنوّعة لدعم رسالتها.

يتألّف مجلس إدارة الجمعيّة من 35 عضوًا يساعدهم 50 متطوّعًا ملتزمًا، عدا الأصدقاء المنتشرين في كلّ لبنان تقريبًا والّذين لا يبخلون عليها بأيّ مساعدة. هذا وأشار إلى أنّ الجمعيّة أصبحت ممكننة بطريقة حديثة تسهيلاً لأمور المريض وتلبية لحاجاته الملحّة.

وأكّد نصّار متابعة الجمعيّة لمشاكل المرضى المادّيّة عبر مساعدتهم على تسديد سعر فرق الضّمان أو الوزارة في المستشفيات، وتأمين الأدوية من مريض لآخر أو من خلال التّعاقد، على كفالتها، مع بعض الصّيدليّات.

وعن مؤازرة الدّولة لها، كشف نصّار لموقعنا أنّ جمعيّة "بربارة نصّار" بصدد تحضير ملفّ لتسهيل أمور مرضى السّرطان بهدف إطلاع وزير الصّحّة عليه، آملًا - خلال العهد الجديد - أن يتوصّلوا معًا إلى وضع آليّة تنظّم وتسهّل شؤون المرضى فينالوا حقّهم بالعلاج بكرامة ومن دون استعطاء.

لا تتوقّف أحلام الجمعيّة عند هذا الحد، فبثقة وإصرار تسعى إلى تنفيذ مشروع أساسيّ وهو بناء مركز للرّعاية التّلطيفيّة (Soins palliatif) الّذي يؤمّن للمرضى  فرص عمل بسيطة تخرجهم من عجزهم فينتجون أعمالًا كلّ بحسب قدرته في مجالات متعدّدة. كما يوفّر لهم فرصة مشاركة مشاكلهم الصّحيّة والنّفسيّة بإشراف إختصاصيّين. "المشروع جاهز للتّنفيذ بمساعدة مستشفًى فرنسيّ، ونحن بصدد البحث عن أرض نستأجرها لبنائه". وأوضح نصّار في ختام حديثه أنّ "هدف الجمعيّة المحافظة على كرامة المريض وأهله"، متمنّيًّا أن تقوم الدّولة بدورها الفعّال معلنًا استعداد الجمعيّة إكمال عملها الرّسوليّ في الدّعم المعنويّ للمرضى وأهلهم.