ثقافة ومجتمع
02 حزيران 2018, 07:00

خاصّ - الانتحار: جرأة أم جبن؟

ماريلين صليبي
كثرت في الأيّام الأخيرة حالات الانتحار المتعدّدة الأوجه والطّرق، ولكن بالنّسبة إلى الله فإنّ النّظرة إلى المنتحر واحدة: نظرة رحمة!

 

من هنا، قال خادم رعيّة مار فوقا – غادير الأب جوزيف سلّوم في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ إنّ: "الكنيسة تنطلق من مبدأ أنّ الحياة هبة من الله، عطيّة تؤكّد أنّ الله هو المعطي الحياة وهو من يأخذها ويستقبلها، فالله لا يقرّر الوقت إنّما يعرفه."

وأكمل الأب سلّوم أنّ: "الإنسان لا يمكن أن يضع حدًّا لحياته فهذه خطيئة عظيمة ضدّ هبة الله المجانيّة، ضدّ الشّخص نفسه، وضدّ الله أيضًا لأنّه بذلك يكون غير مدرك لقيمة الحياة ولا لمعناها ويعجز عن مواجهة صعابها."

وأضاف الأب سلّوم: "هذه الخطيئة هي ضدّ الرّجاء المسيحيّ لأنّ الإنسان مدعوّ أن يرجو لأنّ الله معه في كلّ أوجاعه."

فيما الألم الإضافيّ الذي يسبّبه الانتحار هو بالنّسبة إلى الأب سلّوم "الإساءة إلى الجماعة التي تحيط بالمنتحر لأنّ الأخير يسبّب لها الحزن والتّساؤلات والعثرة والشّك والكلام."

وذكر الأب سلّوم يهوذا مثالًا على ذلك إذ "أخطأ يهوذا ليس فقط لأنّه سلّم الرّبّ بل لأنّه فقد الرّجاء ووضع حدًّا لحياته" مقارنًا إيّاه ببطرس الذي لم يتخلّى عن إيمانه رغم نكرانه الرّبّ.

ولفت الأب سلّوم إلى الأسباب التي تدفع المرء إلى الانتحار فهي بمجملها نفسيّة واقتصاديّة متمثّلة بفشل وخسارة وإدمان على المخدّرات وغيرها، ومتجسّدة بفقدان القوّة الدّاخليّة على تخطّيها.

وعن مصير المنتحر أكّد الأب سلّوم أنّ: "قديمًا كان ممنوعًا دفنه في الكنيسة ليكون نموذجًا للغير ولكنّ اليوم لا معرفة لمصيره، فخوري آرس قال يومًا إنّه بين الجسر والمياه هناك مسافة كبيرة لرحمة الله، لذا سمحت الكنيسة بدفنه لطلب رحمة الله من أجله."

وختم الأب سلّوم قائلًا إنّ "الانتحار جرأة وجبن في الوقت نفسه"، فاجعل يا ربّ رحمتك عظيمة وصبّر أوجاع كلّ يائس ليبتعد عن الخطيئة ويقترب إليك، آمين!