دينيّة
16 كانون الثاني 2022, 08:00

خاصّ– رزق: لا يكفي أن يسمع صاحب الدّعوة صوت الله، بل عليه أن يكون حرًّا في اتّباعه

غلوريا بو خليل
إعتلان سرّ المسيح للرّسل بحسب إنجيل القدّيس يوحنّا(1/ 35-42) في هذا الأحد الثّاني من زمن الدّنح هو دعوة لاختبار شخصيّ مع يسوع المسيح، وبالتّالي دعوة الرّوح القدس والكنيسة لكلّ واحد منّا. وللوقوف عند أبعاد هذا اللّقاء وهذه الدّعوة، كان لنا حديث روحيّ مع المرشد العام لرابطة الأخويّات في لبنان .

"بعد أن أظهر يسوع نفسه ليوحنّا المعمدان يُظهر نفسه أيضًا للرّسل حيث يشهد يوحنّا المعمدان أمام اثنين من تلاميذه ويشير إلى يسوع معلنًا لهم قائلاً: "ها هو حمل الله"، ثمّ يدعو تلاميذه إلى اتّباعه." بهذه الكلمات استهلّ الأب رزق حديثه وأكمل موضحًا: "تجلّى هذا الاعتلان بعد أن عاش يسوع حياة خفيّة في النّاصرة مدّة ثلاثين سنة. يظهر يوحنّا المعمدان في الأناجيل الإزائيّة مهيّئًا الطّريق أمام الكلمة المتجسّد يسوع المسيح. أمّا في إنجيل يوحنّا فيظهر بمثابة الشّاهد الأوّل والأهمّ من بين الذين شهدوا ليسوع المسيح.

لقد دعا الرّبّ أندراوس وتلميذًا آخر من خلال يوحنّا الذي رأى يسوع مارًّا فحدّق إليه وقال: "ها هو حمل الله". تبع التّلميذان يسوع لأنّه جسّد رغبتهما. لذلك رغبا في أن يتركا معلّمهما الأوّل يوحنّا وأن يقيما معه. لذا فالآخر يُدخل صاحب الدّعوة في علاقة مع الله كما أدخل يوحنّا تلميذيه في هذه العلاقة. إنّها علاقة حميمة بحيث أنّ الذي يسمع صوت الله يطمح إلى الإقامة معه. إنّ الرّبّ لم يشأ أن يقيم التّلميذان معه من دون أن ينظرا أوّلاً أين يقيم. فقد احترم حرّيتهما في الاختيار ليتّخذا القرار في اتّباعه بنفسهما. لذلك لا يكفي أن يسمع صاحب الدّعوة صوت الله، بل عليه أن يكون حرًّا في اتّباعه ويثبت معه.

"تعاليا وانظرا": هي كانت دعوة يسوع لهما للتّعرّف إليه بشكل أعمق وأصدق، والدّعوة تأتي دومًا من السّيّد وهي ليست نتيجة اختيار التّلميذين ليسوع بل اختياره هو لهما. يسوع هو الذي يدعو ويوحنّا ما كان إلّا الوسيط.

تعرّف التّلميذان على يسوع دفعهما إلى إعلانه إلى الآخرين. إنّما مرّة أخرى لم يكن التّلميذان هما مصدر الدّعوة، فيسوع حدّق بسمعان ودخل في علاقة مباشرة معه، وأعلن عن دعوته له من خلال تغيير اسمه: تحوّل من سمعان الصّيّاد إلى الصّخرة التي سوف تصبح رأس الرّسل والنّاطقة باسمهم. تغيير الإسم قد أعطاه وظيفة كما حدث مع كلّ آباء العهد القديم، وبإعطائه إسمًا جديدًا لبطرس، يمنح المسيح المدعوّ حياة جديدة من خلال الدّعوة التي يدعوه إليها."

وإختتم الأب رزق حديثه مشدّدًا "لنطلب من الله أن يعطينا الحماس لإعلان يسوع، ويمنحنا الحكمة المسيحيّة التي وُلدت من جنبه المطعون حبًّا بنا. لأنّ الحياة المسيحيّة هي مسيرة حماس على مثال القدّيس بولس، فـ "مَحبَّةَ المسيحِ تَأْخُذُ بِمَجامِعِ قَلبِنا" وتدفعنا، وهذا هو شعور من يختبر أنّ الله يحبّنا."