دينيّة
07 أيار 2017, 13:00

خاصّ- في عيدها.. سيّدة حريصا تحمي لبنان

تمارا شقير
هي حريصا.. بلدةٌ كسروانيّة تطلّ على خليج جونية، تعبق بعطر الإيمان وعبير القداسة.. بلدةٌ تحرسها العذراء مريم الّتي تمدّ ذراعيها حاميةً أبناءها، ونافحةً نسمة خشوع ورجاء على بلد القداسة لبنان.

 

في هذا الشّهر المبارك، بشذى المحبّة والفرح وبأريج الورود والرّبيع، يشهد مزار سيّدة لبنان- حريصا حالة استنفار روحيّ فيضجّ بالمؤمنين من مختلف الأديان والأعمار والأعراق الّذين يتهافتون إلى المكان المقدّس سيرًا على الأقدام لتغمرهم أمّ العالم بمحبّتها اللّامتناهيّة.

"دشّن البطريرك المارونيّ الثّانيّ والسّبعون الياس بطرس الحويك مزار سيّدة لبنان في الأحد الأوّل من شهر أيّار/ مايو عام 1908، معلنًا أوّل أحد من الشّهر نفسه عيد سيّدة لبنان"، هذا ما أكّده رئيس المزار الأب يونان عبيد في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

يتقاطر إذًا المؤمنون إلى المزار للتّضرّع إلى ملكة السّماء، هي الّتي يداها تضمّان بعطف كلّ من يلتجئ إليها، والّتي قلبها الحنون يروي ظمأ أنفسهم الخاطئة؛ وفي هذا الشّهر المريميّ المبارك يطلب الأب عبيد من المؤمنين أن "يسمعوا ويعملوا بطلب العذراء مريم الوحيد، فيفعلوا بمشيئة يسوع المسيح لعيش الأصوليّة المسيحيّة، أيّ محبّة الله والقريب".

لا شكّ في أنّ العذراء مريم تُكرّم خلال شهرها المبارك، ولكن من أكثر براءة وطهارة من الأطفال لإجلال والدة الله؟ فتربط الأطفال بالعذراء مريم علاقة وطيدة ومميّزة، هذا ما لمسه موقعنا أثناء تواجده في مزار سيّدة لبنان- حريصا. وفي حديث خاصّ مع عدد من تلاميذ مدرسة سيّدة النّعم عبّر هؤلاء  بكلمات نابعة من صميم القلب عن محبّتهم اللّامتناهيّة لها، طالبين منها أن تفيض عليهم بالنّعم.

باميلا الهاشم مثلًا طلبت من العذراء "إنّو تحميلي الماما والبابا ورفقاتي وتضل حدّي"، وحلا عبيد بدورها أرادت من مريم "إنو تعطينا الصّحة والسّلام"، فيما ليال ابراهيم شكرتها "على كلّ شيء عطتنا إيّاه".

في هذا الشّهر المبارك، لنصليّ لوالدة الله الّتي قبلت بمشيئة الرّب فخلّصت العالم بـ"نعم" قالتها، ولنضرع إليها وننحني أمام عظمتها وقداستها هي الّتي لطالما احتضنتنا بحنانها وغمرتنا بحبّها الأزليّ.