"سلامًا أترك لكم"... في يوم السّلام العالميّ
وفي الذّكرى الخامسة والخمسين لليوم العالميّ للسّلام، وعلى ضوء رسالة البابا "الثّقافة، العمل والحوار بين الأجيال: أدوات لبناء سلام مُستدام"، وفي اليوم الأوّل من العام الجديد، نطلق صرختنا إلى آذان كلّ من صمّها عن صوت الرّبّ وأقفل باب قلبه أمام رحمته ومحبّته.
نتوجّه بأفكارنا إلى البلدان التّوّاقة إلى "اللّاعنف"، تلك الغارقة بزخّات الرّصاص والقذائف والّتي يتسلّل إليها الإرهاب عبر جماعات أصوليّة متشدّدة تحارب باسم الدّين.
نفكّر بمن انتُهكت أملاكهم فشُرّدوا وهُجّروا إلى زوايا مختلفة من العالم وها هم يرزحون تحت وطأة ظروف إنسانيّة واجتماعيّة وأحيانًا أمنيّة صعبة.
نوجّه قلوبنا نحو المجتمعات العائمة في الجرائم والاعتداءات؛ نحو البيوت الّتي تزعزعت أسسها لأنّ الشّرّير أراد أن يخترق حرمتها فيسرح ويمرح متلاعبًا بمشاعر سكّانها ومشرذمًا وحدة أفرادها، وساكبًا فيها عنفًا وفسادًا ترجمتهما أيادٍ بشريّة تجرّدت من لمسة الحنان والأمان.
نفكّر اليوم، في الشّعوب الّتي اهتزّت أرضها وفاضت بحارها نتيجة عوامل طبيعيّة قاسية أودت بحياة الكثيرين وهدّمت منازل آخرين.
نفكّر في الأشخاص الّذين هجرت قلوبهم رحمة الله فباتت خاوية فارغة من سلامه يملأها صدى الصّمت والجفاف.
ولكن لنتذكّر دائمًا أنّه أمام تلك السّوداويّة المخيّمة، يأتي دائمًا نور الله ليضيء عتمة اللّيل الحزين ويعطي رجاء لمقاومة الشّرّ وعدم الاستسلام له.
إذًا، في اليوم العالميّ للسّلام، هيّا نكسر سلاسل الظّلم! هيّا نعيش المحبّة مع بعضنا البعض! لنكن أقوى من العنف.. لنكن صانعي سلام ولنثق بقول الرّبّ يسوع: "سلامًا أترك لكم، وسلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا. فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع." (يو 14/ 27)