قدّيسو اليوم: 23 حزيران 2017
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: تذكار المجمع الأفسسي وهو الثالث العام
انعقد هذا المجمع في مدينة افسس سنة 431 في ايام الملكَين تاودوسيوس الصغير والنسيانوس بالاتفاق مع الحبر الاعظم البابا شلتينوس الاول لاجل البت والحكم بين تعليم القديس كيرلس بطريرك الاسكندرية الذي ترأس المجمع باسم الحبر الاعظم وبين نسطور بطريرك القسطنطينية، الذي كان يقول:" ان في المسيح اقنومين وشخصين متميزين وان مريم العذراء هي ام الاقنوم البشري وليست ام الله". وكان عدد آباء المجمع يربو على المئتين.
واخذوا بالبحث والتحري عن حقيقة الايمان وعن ضلال نسطور، النهار كله. ثم اصدروا الحكم بحطه عن كرسي البطريركية وعن مقام اسقفي.
وسن هذا المجمع ثمانية قوانين تهذيبية وطقسية لفائدة الكنيسة وثبت الآباء ضد تلك الهرطقة الخبيثة:" ان مريم العذراء هي حقاً ام الله"، " ثايوتوكس". وبعد اعلان هذه العقيدة، ظهرت افسس بأبهى مجالي الزينة وحمل المؤمنون والآباء على الاكتاف من شدة فرحهم. صلاة آبائه معنا. آمين.
القدّيسات الشهيدات أغريبينا ورفقتها (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولدت القدّيسة أغريبينا في رومية في كنف عائلة من النبلاء. كرّست نفسها لله منذ شبابها. مدّت المسيحيّين، بفضل فضائلها الطيّبة، بمذاق مسبق لطيّبات الفردوس ودفعتهم إلى نبذ الأهواء والأقتداء بها في سعيها إلى النقاوة والعذرية. فطلب عدد كبير من الفتيات أن يشاركنها طريقة حياتها التماسا لنعم الله. فوشى بها الوثنيون لدى السلطات الرسمية. اتهمت بالطعن بمؤسسة الزواج واجتذاب الفتيات إليها بالحيلة فأجابت بأنّها قدّمتهم لله، والعذرية التي تدعو إليها هي اتحاد بالمخلص الآتي إلى العالم مولودا من عذراء. وقد قدّمت نفسها للشهادة بفرح محبّة بالختن السماوي. ضربوها على فمها فلزمت الصمت. وجلدت حتى بلّل دمها التراب، اخيرا افتقدها ملاك وشفى جراحها.
وإذ مثلت أمام المحكمة، من جديد، أسلمت روحها بين يدي الله الحيّ في غمرة التعذيبات التي أنزلوها بها فنالت إكليل الشهادة.
أما صديقاتها واخواتها الروحيّات، باسا وباولا وأغاثونيكا اللواتي تابعن محاكمتها مخاطرات بحياتهن فقد تمكنّ، من خطف جسدها الملقى للكلاب. وإذ عبرن من مكان إلى مكان يهديهن في الليل عمود نور بلغن صقلية فوضعنها في مكان يعرف بـ Menes شيّدت فيه كنيسة إكراما لها. للحال طرد الأبالسة الذين كان سكّان الجزيرة يعبدونهم كآلهة ونجتّهم من ظلمات الضلال. وكثير من البرص والمرضى شفوا من أدوائهم عندما قدموا لإكرام جسدها. أما باسا وباولا وأغاثونيكا فحسبن مستحقات، هنّ ايضا، لإكليل الشهادة.
تذكار القديسة الشهيدة أغربيني (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كانت اغربيني فتاة رومانية من بنات تلك العاصمة العظيمة التي حكمت الدنيا. وكانت تمتاز كسائر العذارى المسيحيات بطهارة حياتها وتقواها ووداعتها. وكان لها أخوات ثلاث، وكنّ جميعاً عائشات معاً بالسلام والمحبّة والوفاق والهنا، كما تعيش الملائكة في السماء.
فلمّا أثار الملك فالريانس زوبعة الإضطهاد ضد المسيحيين، وقعت الفتاة أغربيني بين أيدي الولاة القساة الظالمين. فتهددوها بأشد العذابات إن لم تكفر بالمسيح. فأبت أن تجحد عريس قلبها وحياتها وأبديتها، بل اعترفت به بكل جرأةٍ وبسالة. فضربوها ضرباً بربريّاً، ثم أحاطوا بها وأخذوها يجلدونها جلداً عنيفاً بأعصاب البقر. فلم يحتمل طويلاً جسمها النحيف ذلك العذاب الأليم، ففارقت نفسها الحياة تحت ضرب السياط وطارت إلى الخدر الإلهي الأبدي، لتنعم مع المسيح عروسها إلى الأبد.
فيا لشراسة الأخلاق البشرية، كيف يتسنّى لها أن تميت فتاةً ضعبفةً ناعمة تحت ضرب المجالد لأنّها تحبّ إلهاً سماويّاً وتعشقه، ولأنّها لأجل حبّه تعيش عيشة الملائكة في البر والطهارة والعدل ومحبّة القريب، بينا الظلمة والفجّار واللصوص والقتلة يملأون الأرض ويسرحون فيها ويمرحون.
وبعد أن ماتت أغربيني ودُفنت، جاءت أخواتها فسرقن جسدها وحملنه وذهبن به إلى جزيرة صقلّية، حيث دفنّه بإكرام. وأضحى ذلك القبر ينبوعاً فائضاً للعجائب الباهرة. فكان البرص يطهّرون، والصم يسمعون، والخرس يتكلّمون والمقعدون يقومون، والجميع يمجّدون الله على عجائبه في قديسيه. وليس بكثير على الفادي الإلهي أن يشرّف عروسته على الأرض، كما شرّفت هي إسمه واعترفت به وسفكت دماءها الذكيّة لأجله.
ويذكر التاريخ أن أخواتها الثلاث لحقن بها ونلنَ نظيرها إكليل الإستشهاد.
نياحة القديس ابو نوفر السائح (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب الفاضل صاحب الذكر الجميل والشيخوخة الصالحة القديس أبا نفر السائح ببرية الصعيد. وذلك قد ذكره القديس بفنوتيوس الذي حركته نعمة الله شوقا إلى رؤية عبيد الله السواح. فأبصر جماعة منهم ومن بينهم القديس أبا نفر وكتب قصصهم. وقال أنه دخل البرية مرة ووجد عين ماء ونخلة ورأي القديس مقبلا إليه عريانا ومستترا بشعر رأسه ولحيته. فلما رآه الأب بفنوتيوس خاف وظنه روحا فشجعه القديس وصلب أمامه وصلي الصلاة الربانية ثم قال له: "مرحبا بك يا بفنوتيوس " فلما دعاه باسمه هدأ روعه. ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فسأله بفنوتيوس أن يعرفه عن سيرته وكيف وصل إلى هناك. فأجابه: "أنني كنت في دير رهبان أتقياء قديسين، فسمعتهم ينعتون سكان البرية السواح بكل الأوصاف الجميلة فقلت لهم: وهل يوجد من هو أفضل منكم. فأجابوا نعم. سكان البرية السواح لأننا نحن قريبون من العالم فإن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا وان مرضنا وجدنا من يفتقدنا وان تعرينا وجدنا من يكسونا أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك فلما سمعت منهم هذا جزع قلبي.
ولما كان الليل أخذت قليلا من الخبز وخرجت من الدير ثم صليت إلى السيد المسيح أن يهديني إلى موضع أقيم فيه فسهل لي الرب أن وجدت رجلا قديسا فأقمت عنده حتى علمني كيف تكون السياحة وبعد ذلك أتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين. تطرح النخلة اثني عشر عرجونا في كل سنة فيكفيني كل عرجون شهرا وأشرب الماء من هذه العين. لي إلى اليوم ستون سنة لم أر وجه إنسان سواك.
وبينما هما يتحدثان بهذا نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نفر بقرب نياحته. وفي الحال تغير لونه وصار شبه نار. ثم أحني ركبتيه وسجد للرب. وبعد أن ودع القديس بفنوتيوس أسلم روحه الطاهرة فكفنه القديس بفنوتيوس ودفنه في مغارته ورغب أن يسكن موضعه ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت أمام عين الماء فجفت. وكان ذلك بتدبير من الله ليعود القديس بفنوتيوس إلى العالم ويبشرهم بذكر السواح القديسين الذين رآهم.
صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.