ثقافة ومجتمع
10 أيار 2016, 11:29

قصة اليوم : ارحميني... اريد أن أعيش...!

"ستاركر بينث" شاب دانمركي أصيب بداء شلل الأطفال فأرسله والداه الى مؤسسة تعنى بأمثاله تقع على شاطىء بحيرة "سورتدان" على مقربة من العاصمة كوبنهاجن.

 

وكان الشاب أبيَّ النفس فرفض أن يكون عالة على الغير. فتعلّم مهنة ساعاتي ليكسب قوته بعرق جبينه : لأن مثل هذا القوت هو وحده لذيذ ومغذٍّ.

ويوماً حانت منه التفاتة الى البحيرة فلمح شابة تتخبط في المياه تحاول الانتحار. وفي أسرع من لمح البصر قام الى عربته متوجهاً الى البحيرة ليحول بين الشابة والانتحار. وألقى بنفسه في الماء مستعيناً بعكّازيه. فما خطا بضعة أمتار حتى غاصت رجلاه في الوحل وتسمّر في مكانه. رفع صوته يتوسل اليها أن تعدل عن الانتحار لأنه عاجز عن الوصول اليها لتخليصها. فاجابته يائسة: كلا! دعني وشأني ! ما عاد بإمكاني احتمال الحياة! أريد أن أموت...!

فما العمل؟! أوحي اليه قلبه الشهم، فغيَّر لهجته وأخذ يسترحمها: "أسرعي أيتها الآنسة! أني انسان تعيس مشلول الرجلين! وعلى وشك الغرق... ارحميني... اريد أن أعيش...!"

رقَّ قلب الشابة واستيقظت فيها عاطفة الأمومة فاسرعت إليه تساعده على الخروج. وهكذا نجا الاثنان من الموت. ولقد أثّر فيها رؤية الشاب سعيداً بالحياة بالرغم من عاهته، فعادت الى نفسها.

ونحن لو كنا ننظر الى من هم أقلّ منّا ثروة وصحة وسعادة، لكنّا شكرنا الله على حالنا. وعند ذاك يتحقق فينا القول المأثور "لئن شكرتم لأزيدنّكم" أي بمقدار شكرنا لله، يزيد علينا بركاته.