ثقافة ومجتمع
13 كانون الثاني 2017, 08:00

قصة اليوم: "هنتر آدمز" وحلم الحياة.. قصّة واقعيّة

عندما يئس باتش هنتر آدمز من الحياة ومشاكله الخاصّة، حاول عدّة مرّات الانتحار لكنّه فشل فذهب إلى مستشفى للأمراض العقليّة بإرادته، وهناك عاش مع أناس اعتقد العالم أنّهم مجانين، وهم فعلاً مجانين، لكنّه حمل معهم تعبهم وشاركهم أحلامهم. ففي حين عاملهم النّاس باحتقار رأى باتش فيهم الأمل، فكانت إحدى أشهر عباراته: "لقد وجدتُ الطّريق الصّحيح في أقلّ الأماكن حظًّا في العالم".

 

هناك في المصحّة، اكتشف حقيقة نفسه وقدرته على التّسلّل إلى قلوب وعقول النّاس؛ وعندها قرّر الخروج من المصحّة للالتحاق بكلّيّة الطّبّ من أجل مساعدة النّاس على حلّ مشاكلهم. 
أثناء دراسته الجامعيّة، حاول التّقرّب من المرضى ومصادقتهم، فحصد شعبيّة كبيرة في مستشفى الجامعة. أمّا العلاقة الّتي بناها مع المرضى فانعكست على حالتهم الصّحّيّة إيجابًا. لكنّ المجتمع عارض هذا الطّالب ووقف ضدّه  بحجّة أنّ المرضى بحاجة إلى أطبّاء حقيقيّين وليس إلى مهرّج يضحكهم. باتش لم يستسلم بل أكمل مسيرته لكي يقنع المجتمع أنّ المريض بحاجة إلى صديق لا إلى طبيب صارم يمتلك فيضًا من المعلومات ولكن مجرّد من الإنسانيّة. نتيجة ذلك، منعه عميد الجامعة من الدّخول إلى المستشفى مرّات عديدة ولكن من دون جدوى.

خلال تلك الفترة، آمن الكثير من زملاء باتش آدمز برسالته فانضمّوا إليه وساندوه فأنشأوا عيادة مجانيّة لعلاج المرضى الّذين ليس لديهم تأمين صحّيّ، مع التزام مبدأ أنّ كلّ من يدخلها هو مريض وطبيب في الوقت نفسه، هناك سيعالَج وسيساعد بدوره في علاج غيره كلّ حسب قدرته.

استغلّ عميد الكلّيّة هذه النّقطة وقام بطرد باتش آدمز من الجامعة بحجّة أنه يزاول مهنة الطّبّ من غير ترخيص، فقام باتش بتقديم التماس إلى مجلس الجامعات الطّبّيّة يفيد فيه أنّه واجه ظلمًا غاشمًا من عميد الكلّيّة. فتشكّلت لجنة للنّظر في قضيّته والّتي أسموها "السّعادة المفرطة".
تمّت محاكمة باتش علنيّة بتهمة "السّعادة المفرطة"، وطلب عميد الكلّيّة حرمانه من مزاولة مهنة الطّبّ وعدم السّماح له بالتّخرّج من الكلّيّة غير أنّ الحكم أتى لصالحه فأوصت المحكمة بتخرّجه وبمرتبة شرفيّة.

هكذا تخرّج الطّبيب هنتر باتش آدمز، وعالج خلال 12 عامًا أكثر من 15.000 مريض مجّانًا، واشترى 105 هكتار غرب فرجينيا فحقٌّق حلمه وبنى مستشفى "Gesundheit" والّتي تعني "الصّحّة الجيّدة" وانضمّ إلى باتش هنتر آدمز أكثر من 1000 طبيب دعمًا لقضيّته.