دينيّة
17 أيلول 2016, 07:00

لقاء بالإنسانيّة مع المسيح...

ماريلين صليبي
قال البابا فرنسيس: "إنّ الكنيسة بأسرها مدعوّة للسّير مع يسوع على دروب العالم لتلتقي بإنسانيّة اليوم."


هي دعوة سامية يوجّهها الحبر الأعظم إلى المسيحيّين، دعوة إلى ملاقاة الإنسانيّة مع المسيح، فكيف يتمّ هذا اللّقاء؟
المسيح موجود في كلّ مكان وأيّ زمان، وعلى الإنسان أن يتبع توجّهاته ليخلص ويصل إلى قمّة النّجاح المنيرة.
يسير يسوع بخطًى مقدّسة في طرقات الظّلمة فيضيئها، في الدّروب الوعرة فيسهّلها، في الهاويات المخيفة فيقلّل عمقها، في البحار السّارقة فينتشل ظلمها. 
إن تبعه المرء إذًا، لن يصطدم بحيطان اليأس ولا بقيود الشّكّ ولا بخطر الموت والفناء. لا بل بملاحقته هذه المسيرة الخلاصيّة، يتّحد بالمسيح وبالآخرين.
فإنّ يسوع، وبكلّ توجّه يبادر بالقيام به، يلاقي المظلومين والفقراء والمشرّدين والمرضى والمحتاجين، ليساندهم عند الحاجة ويشفيهم عند الألم ويرويهم عند العطش ويشبعهم عند الجوع ويفرحهم عند الحزن.
وعندما يتبع الإنسان المسيح، يلاقي بهذا هؤلاء المحتاجين ويسارع لمساعدتهم متمثّلًا بالمسيح، ليلاقي بذلك الإنسانيّة ويعكس وجه الله المشعّ سلامًا وأملًا وفرحًا ورجاء.
وقد يكن المثل الأبرز لإثبات لقاء الإنسانيّة هذا أعمال الأمّ تريزا التي بنت قداستها من تراب الشّوارع الفقيرة ودماء المرضى المتضايقين ودموع الحزانى، علّنا نتمثّل بها وبالمسيح فننال الحياة والقيامة الأبديّتين.