ثقافة ومجتمع
18 تشرين الأول 2016, 10:00

من المافيا إلى الإيمان.. "الله استخدم جمال مريم ليقرّبني منه"

ماريلين صليبي
هو دولاند كالواي الذي أغرته حياة كاليفورنيا، حيث كان يسكن وعائلته، هو من كان الظّلم يحاوطه باستمرار، يخطفه من حضن أهله ودينه ويجرّه صوب الأخطاء المميتة بشكل تدريجيّ: الهرب من المدرسة، تعاطي المخدّرات، السّعي وراء المتعة، السّرقة وغسل الأموال... ما أوصلته إلى دخول السّجن، إلى أن انتقل للعيش في اليابان حيث انضمّ إلى المافيا اليابانيّة، ليُلاحَق قضائيًّا وتلاحقه بعدها الأفكار الانتحاريّة.


"أعتقد أنّ الله استخدم جمال مريم ليقرّبني منه".. بهذه الكلمات عبّر دونالد عن سبب عودته إلى الإيمان. ففيما كان دولاند ذات ليلة في البيت يشكّك بوجوده وتتآكله الأفكار السّوداء، لمح كتاب "ظهورات مريم" وراح يقرأ فيه قراءة معمّقة جعلته ينهي الكتاب بكامله.
حينها بدأت الأفكار الملبّدة تغيب ليفكّر دونالد: "هي امرأة جميلة اسمها مريم، والدة يسوع؛ كانت جميلة، جميلة جدًّا لدرجة تجعل الأطفال الصّغار يبكون ويقعون على ركبهم بسبب أنوثتها والمحبّة التي فيها، أنا فتنت بها."
بدأ حبّ المسيح يسير في عروق دونالد منذ ذاك الحين، مقتنعًا بضرورة عدم العودة إلى الوراء وعاجزًا عن التّعبير لأمّه عمّا جرى، راحت الأخيرة تحيطه بالكهنة علّهم يردّونه تمامًا إلى الإيمان.
حاجة دونالد إلى الاقتراب من الله أكثر دفع به للمشاركة في قدّاس إلهي في الكنيسة، أمر كان يجهله تمامًا لكنّ مطالعته كتاب "ظهورات مريم" أرسلته إليها.
بعد القدّاس، أعطاه الأب صورة يسوع المسيح، صورة جعلته يبكي كالطّفل متفاجئًا بمدى المحبّة الظّاهرة من عينيّ المسيح، محبّة دفعت دونالد ليصبح كاهنًا في رهبنة الآباء المريميّين، ويسير مبشّرًا بالمسيح مسردًا قصّته.
كم هي عظيمة محبّتك يا يسوع! تمدّ الضّعيف بقوّة غريبة، تنتشل المرء من ظلم الحياة، فتذكّر يا إنسان أنّ "يسوع يحبّك، وأنّه جاء لك. الله مجنون بحبّك، هو حنون لصداقتك. أعطه قلبك، وثق به."