ثقافة ومجتمع
23 أيار 2019, 13:00

وخلّصه من الانتحار...

ماريلين صليبي
هو الإلهام الإلهيّ ما دفع بكولان إلى تفقّد سيّارة مركونة على الجسر. اللّيل القاتم والسّاعة المتأخّرة جعلا كولان يعيد النّظر بهدف وجود تلك السّيّارة هناك، فما كان منه إلّا أن هرول نحوها ليفاجأ بشابّ في السّابعة عشرة من عمره يحاول الانتحار.

أمام هذا المشهد المريب، صرخ كولان قائلًا للشّابّ إنّ المسيح يحبّه وهو حاضر من أجله محاولًا منع انتحاره.

ولكن عبثًا كان صراخ كولان فإصرار الشّابّ على الموت لم تحدّه تلك الكلمات، فما كان أمام كولان إلّا أن رفع الصّلوات إلى الله، ما خفّف من وطأة إصرار الموقف. إقترب كولان من الشّابّ ومدّ له يده قائلًا للرّبّ: أتوسّل إليك يا ربّ أن تتكلّم مع هذا الشّابّ وتفتح له عينيه ليرى محبّتك اللّامتناهية ويعرف أنّ الأوقات العصيبة ملاذّها أنت لا الموت.

هي عشرون دقيقة مرّت حتّى حضرت الشّرطة، ما دفع بالشّابّ إلى التّراجع عن قراره وبكولان إلى المساعدة المباشرة، وها هو الشّابّ ينجو ويوجَّه إلى مركز للتّأهيل النّفسيّ.

وها هي صلوات كولان تتألّق من خلال مشاركة الشّابّين معًا في القداديس والمواظبة على الصّلاة معًا. الشّابّ الذي لم يترك الكحول يومًا، ها هو سليم ومتعافٍ من هذه الآفة ويرغب في أن ينال سرّ المعموديّة.

من هذه القصّة الملهمة ندرك أنّ الأمور تحدث معنا لهدف يريده الرّبّ، ليست الصّدفة ما يحرّكنا، إنّما مشيئة الرّبّ وتدبيره الخلاصيّ!