ثقافة ومجتمع
30 تموز 2014, 21:00

يا جنود بلادي!

(الدكتور بديع ابو جوده) يا حجارة كريمة تنادت من كل صقع ودسكرة من ربوعنا اللبنانية، فغدت فسيفساء الوطن، لوحته المتماسكة المتناسقة المتناغمة!

يا جيشنا الباسل، يا حجر الزاوية، أيها الإطمئنان، أيتها الثقة، أيتها العزة والفخار! لبيك! لبيك! ومنا اليك أعز تحية، والولاء والوفاء وعرفان الجميل!

حبذا لو على غرارك نشأنا، وفي مدرسة الجنديّة ترعرعنا، لغدونا للبنان جنود أرز لا ينخره سوس ولا تمتد اليه أيدي سارقين.

فيا أيها الناس، اتخذوا من تربة لبنان الكريمة غذاءكم، وأرووا أنفسكم من إكسير المحبة والإلفة والتضامن والوطنية والاخلاص وحسن الجوار.

قلّموا ما نتأ من اغصانكم وتطاول وتشاوف.

قوّموا كل اعوجاج وانتصروا على النزوات والأهواء والغطرسات.

وحده، لبنان، فليكن دينكم وطائفتكم وأباكم. وحدها أرزة العلم: أمّ لكم.

والمحافظة؟ المحافظة على السيادة والحرية والإخاء والمساواة.

والقضاء؟ القضاء على كل دسّ وذلّ وتخريب ورشوة ومتاجرة بمقدسات وثوابت وقيم.

وفئة دم؟ لبنانية مائة بالمائة!

والهوية؟ واحدة لا اثنتان. وجمع واحد مع واحد يعطينا واحداً أحدا... شرقية وغربية تساويان لبنان واحداً سيّداً حرّاً مستقلاًّ دائم الرفعة، إنساني الخلود.

وقولوا لهم، قولوا لكل غاز او متواطىء او دخيل:

لبنان وطني، ليس لقمة سائغة يستهان هضمها او تجزئتها.

وخذوا الأمثولة مما علق من أطلال نهر الكلب من كتابات ورموز وحطام قرون لعظماء وفاتحين تكسّرت على صخور تعلقتم بها، وأرضٍ قدّستموها...

أعبدوه، ربكم الواحد الوحيد، خالق السماوات والكائنات وما يدهش، فوق.

واعبدوه، هنا، توأمه وموطىء قدميه، وطنكم الجنة، لبنان.

من كتاب أجملُ الرسائل