لبنان
21 كانون الثاني 2025, 07:30

آرام الأوّل إلى الرّئيس عون: أبناء طائفتنا ينظرون إليكم كمبعث أمل للبنان

تيلي لوميار/ نورسات
إلى بعبدا، توجّه بالأمس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل على رأس وفد من الأساقفة، لتهنئة الرّئيس جوزيف عون بانتخابه رئيسًا للجمهوريّة اللّبنانيّة.

وفي بداية اللّقاء، كانت للبطريرك آرام كلمة قال فيها وفقًا لما ورد في موقع رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة: "نحن هنا، في هذا البيت اللّبنانيّ للتّعبير باسم كنيستنا وشعبنا، وخصوصًا اللّبنانيّين منهم، عن تهنئتنا الحارّة بانتخابكم رئيسًا للجمهوريّة. وأودّ أن أعبّر في الوقت نفسه عن التّضامن معكم أوّلًا على المستوى الشّخصيّ في سدّة الرّئاسة وفي المهام الّتي تتولّونها. نزوركم كممثّلين عن طائفتنا في لبنان فيما لدينا جالية على امتداد دول العالم إلّا أنّ مركز كنيستنا هو في لبنان ما يدلّ على أنّ هذا البلد يشكّل قلب ومركز وجود الطّائفة الأرمنيّة. فخامة الرّئيس، إنّكم تضطلعون بمسؤوليّات شديدة الأهمّيّة في هذه المرحلة  المهمّة من تاريخ لبنان الحديث وأبناء طائفتنا ينظرون إليكم كمبعث أمل للبنان".  

أضاف: "لقد عبّرتم في خطاب قسمكم عن رؤيتكم الواضحة  للأمور الّتي يجب تنفيذها ما يشكّل خريطة طريق للبنان. من هنا، فباعتقادي أنّ مسؤوليّتكم على رأس الجمهوريّة اللّبنانيّة ليست مسؤوليّة رئاسيّة عاديّة بل هي رسالة سامية. فالعمل في  هذه المرحلة من تاريخ لبنان ليس مسؤوليّة عاديّة، لاسيّما وأنّكم ملتزمون بتحقيق هذه الرّسالة. ويمكن لكم أن تتأكّدوا  من أنّ طائفتنا في لبنان، كنيستنا وأحزابنا ونوّابنا هم إلى جانبكم في مهامكهم".

وردّ الرّئيس عون مرحّبًا بالوفد قائلًا: "إنّ زيارتكم عزيزة على قلبنا"، ومؤكّدًا "أنّ الطّائفة الأرمنيّة في لبنان لطالما كان لها دور بنّاء منذ وصول أبنائها إلى لبنان. إنّ طائفتكم كانت ولا تزال منتجة وأبناءها ممثّلون في المجلس النّيابيّ ومجلس الوزراء والقوى المسلّحة. وكما قلتم فإنّ الجالية الأرمنيّة  منتشرة في كافّة أصقاع العالم ولبنان يشكّل لها المركز الأساس. وإنّكم لتشكرون على مساعدتكم ومساهمتكم في بناء المجتمع اللّبنانيّ، ولطالما كان لكم الدّور الفعّال في ذلك."  

تابع الرّئيس عون: "إنّنا على مفترق طرق، صحيح أنّ أمامنا فرصًا كثيرة إلّا أنّه علينا نحن أن نختار بين استغلالها أو خسارتها. علينا أن نكون يدًا واحدة لإعادة بناء البلد الّتي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النّوايا، أو علينا إذ ذاك أن نتحمّل المسؤوليّة. لقد تلقّينا إشارات إيجابيّة كثيرة كما تلقّينا دعوات من الخارج، وعلينا في المقابل أن نرسل إشارات إيجابيّة أيضًا إن شاء الله تتكلّل بتشكيل حكومة تكون على قدر تطلّعات الشّعب اللّبنانيّ لتتمكّن من الإنتاج، وتمكين البلد من النّهوض مجدّدًا لاسيّما اقتصاديًّا ليعود إلى السّير على الطّريق الصّحيح".

وقال رئيس الجمهوريّة: "إنّ المهمّة صعبة لكنّها ليست مستحيلة لأنّها تتطلّب تضافر جهود جميع اللّبنانيّين من كافّة أطيافهم من أحزاب ومجتمع مدنيّ وروحيّ لإعادة بناء البلد. إنّ يدًا واحدة لا تصفّق ورئيس الجمهوريّة لا يمكنه العمل بمفرده. إنّ خطاب القسم ليس حبرًا على ورق بل وضع لينفّذ وبقدر ما ننفّذ منه  نحقّق الأفضل للمجتمع. هناك أولويّات، صحيح، لكن الخطاب لم يكتب كوجدانيّات بل بلغة الشّعب ومعاناته. لم نتناول ما هو خارج عن الواقع بل وصفنا الواقع الّذي يحتاج للمعالجة ونحن جاهزون لذلك شرط تضافر الجهود لتحقيق الأمر على قاعدة المصلحة العامّة وليس المصلحة الشّخصيّة. فإذا ما تضافرت الجهود لصالح المصلحة العامّة نقول إنّ لبنان وضع على السّكّة الصّحيحة".

وفي الختام قدّم الكاثوليكوس آرام الأوّل للرّئيس عون نسخة من الكتاب المقدّس باللّغة الأرمنيّة تعود إلى القرن الثّاني عشر.

وبعد اللّقاء أدلى الكاثوليكوس آرام الأوّل بتصريح إلى الصّحافيّين، جاء فيه:

"قدّمنا تهنئة حارّة إلى رئيس الجمهوريّة والشّعب اللّبنانيّ، وأكّدنا للرّئيس تضامننا الكامل معه. إنّ مسؤوليّته ليست عاديّة، بل هي في جوهرها رسالة. رسالة من أجل خلاص لبنان. نحن نعيش في مرحلة مصيريّة في تاريخ لبنان. فخلاصه يجب أن يكون رسالة رئيس الجمهوريّة، والحكومة، وكلّ الطّوائف والأحزاب السّياسيّة. الطّائفة الأرمنيّة منخرطة بشكل فعّال في هذه الرّسالة. يجب العمل من أجل لبنان وتعميق الوحدة الدّاخليّة فيه".