ثقافة ومجتمع
30 آب 2016, 08:08

أداتان جديدتان لتحديد ومعالجة نقاط الضعف الإحصائية بشأن التعليم لعام 2030

أفاد معهد اليونسكو للإحصاء أنّ رصد التقدّم في تحقيق الهدف التنموي الرابع للأمم المتحدة في ما يتعلق بالتعليم يتطلّب مزيداً من البيانات عالية الجودة. وعليه أطلق معهد اليونسكو للإحصاء أداتين جديدتين لتحقيق هذه الغاية، وهما: أطلس الكتروني يرصد المؤشرات العالمية المتوفرة حاليّاً بشأن التعليم وتقرير موجز يقدم خارطة طريق لتحسين عملية تقييم جودة التعليم ووصول الجميع إليه. وتعتبر هاتان الأداتان الجديدتان جزءاً من المبادرات التي يقدّمها معهد اليونسكو للإحصاء من أجل تحديد ومعالجة نقاط الضعف في ما يتعلّق برصد الأهداف المعنيّة بالتعليم.

ومن الجدير بالذكر أن الهدف التنموي الرابع يُعنى بتحسين عمليّة التعلّم واكتساب المهارات منذ مرحلة الطفولة المبكّرة حتى سن البلوغ. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، لا بدّ من توفير بيانات جديدة وأكثر صدقية من أجل رصد التقدّم المحرز وتحديد العوائق وتحسين السياسات لضمان تحقيق تغيير ملموس في حياة الناس وذلك من كل دولار واحد يتم استثماره في التعليم. ولكن، لا يتوفّر اليوم سوى نصف البيانات اللازمة لرصد ومتابعة التقدّم القائم على المؤشرات العالميّة للهدف التنموي الرابع بشأن التعليم.

هذا ويستعرض الأطلس الالكتروني الذي أطلقه معهد اليونسكو للإحصاء مؤشرات التعليم المتوافرة حاليّاً للرصد العالمي والموضوعي للهدف التنموي الرابع. حيث يقدّم هذا الأطلس، عن طريق مجموعة من الخرائط التفاعليّة لكل واحدة من غايات هذا الهدف، مجموعة كبيرة من البيانات المتعلّقة بالوصول إلى التعليم، وجودة التعليم المقدّم بالإضافة إلى نتائج العمليّة التعليميّة. ويذكر أنه تم تصميم هذا الأطلس ليكون مصدراً مرجعيّاً لأي بيانات تتعلق بالهدف التنموي المعني بالتعليم، أي ليكون مرجعاً يسهل على الجميع الوصول إليه لإيجاد أحدث المؤشرات وأكثرها موثوقيّة.

وبدون أي جهد يذكر، يستطيع الجميع الوصول إلى بيانات رئيسة مثل معدّلات استكمال التعليم من المراحل الابتدائيّة إلى التعليم العالي، ونسبة الأطفال خارج مقاعد الدراسة، والمبلغ المخصص لتعليم كل طالب، ومدى توفير معلمين مؤهلين.

كما يظهر الأطلس الالكتروني مدى الحاجة لجمع بيانات جديدة عالية الجودة. وعليه، ينشر معهد اليونسكو للإحصاء تقريراً جديداً، وهو النسخة الأولى من  تقرير معهد اليونسكو للإحصاء بشأن التنمية المستدامة، حيث يقدّم هذا التقرير خارطة طريق للمؤشرات اللازمة لرصد التقدّم في تحقيق الهدف التنموي الرابع للتعليم بحلول عام 2030.

فعلى سبيل المثال، يتمحور الهدف التنموي الرابع حول مبدأ المساواة لضمان حصول الجميع على حقهم في التعليم لا سيما المجموعات الاكثر تهميشاً. ويفيد التقرير أن 14% من المؤشرات العالميّة فقط يمكن تصنيفها على أساس الحالة الماديّة و19% فقط على أساس الإعاقة.

وفي هذا السياق، قالت مديرة معهد اليونسكو للإحصاء، سيلفي مونتويا: "نسعى إلى إحداث ثورة في جمع بيانات التعليم وتوظيفها. حيث تمتلك نصف دول العالم بيانات بشأن مهارات القراءة والحساب ولكن لا يمكن مقارنة هذه البيانات على المستوى الدولي. ولهذا، فإننا نعمل مع الشركاء المختلفين على وضع طرق ومعايير من أجل تحويل هذه البيانات إلى معلومات يمكن للدول الاستفادة منها لتلبية حاجاتها الخاصة ورصد التقدم المحرز على المستوى العالمي بشأن تحقيق الهدف التنموي الرابع. ويعتبر كل من التقرير والأطلس الالكتروني أداتين رئيستين لتحقيق هذه الغاية."

هذا وتكشف النسخة الأولى من التقرير تحت عنوان: "وضع أسس رصد الهدف التنموي الرابع" أنه يواجه عدد من الدول اليوم صعوبات في جمع بيانات موثوقة ولازمة بشأن التعليم وسيواجهون صعوبات أكبر في ذلك خلال السنوات القادمة.

ويعالج التقرير المجالات التي يصعب رصدها مثل التعليم والتعلم والمساواة والإدماج. كما يسلط التقرير الضوء على الطرق الممكن اتباعها في استخدام مؤشرات التعادل من أجل رصد حالات عدم المساواة في مجال تعليم الأطفال والشباب لأسباب قائمة على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي ومكان سكنهم (في الأرياف أو في المدن) وحالتهم الجسديّة والعقليّة.

ويذكر أن معهد اليونسكو للإحصاء يدير مجموعة من المبادرات في تعاون وثيق مع شركائه من أجل تحديد نقاط الضعف الإحصائية ومعالجتها. هذا ويدعو تقرير معهد اليونسكو للإحصاء إلى تعزيز الالتزام من أجل تحقيق الغايات الرئيسة المرجوّة من الأهداف التنموية المعنيّة بالتعليم.