أربعاء أيوب، أربعاء الشفاء بالزّيت المقدس
في الماضي كان كاهن الرعيّة يستدعي سبعة كهنة للاحتفال بهذه الرتبة وإن تعذّر ذلك فيكتفي بثلاثة كهنة، فيحتفلون إلى جانب المريض برتبة القنديل وينضحوه بالزّيت المقدّس طلبًا لشفائه من مرضه.
اليَوم لم يعد تكريس الزّيت إلى جانب المريض ضرورِيًّا لأنَّ زيت المسحة يُكَرِّسهُ السيّد البطريرك ويوزّعه على الكهنة، فيدهنوا به الذين هم بحاجة لمسحة المرضى. أمَّا رتبة القنديل، فأبقت عليها الكنيسة، لينال المؤمنون الدّهن بزيت المرضى أقلّه مرّة في السّنة. في السَّابق، كانت الرّتبة مؤلّفة من سبع "قَومات" وفي نهاية كُلّ قَومة تُشعَل فتيلة من فتائل القنديل السّبعة، أمَّا اليَوم فاختُصِرَت القَومات لأنَّها كانت تأخذ وقتًا طويلاً، لتصبح قومة واحدة، تليها سبع طلبات في نِهاية كُل منها تُشعَل فَتيلة من القنديل. فما هي عناصر هذه الرّتبة ورموزها؟
- القنديل وهو مؤلّف من عجينة مصنوعة من طحين الذّرة، أي عجينة جافّة، وقليلة التّماسُك، تخترقها سَبعُ فتائل وتطوف على كميّة من الزّيت. ترمز العجينة إلى جسد أيّوب المريض، والزّيت الذي تطوف عليه العجينة يرمز إلى بحر المراحم التي هي من الله، والفتائل السّبع ترمز إلى عطايا الرّوح التي تُساعد المريض المُتَألِّم على احتمال مرضه وانتظار عمل الله فيه برجاء.
وكما أنّ الرّوح ينزل كالنّار الآكلة ويُحَوِّل ويُبَدِّل داخل الإنسان، كذلك يَتلو الكاهن طلبة، فيأتي أحد المُؤمنين ويُشعل فتيلة. وعندما تنتهي الطِّلبات وَتُشعَل الفتائل السَّبعة، يَستدعي الكاهن الرّوح القُدُس على الزّيت.
بعدها يأخذ الكاهن من الزّيت الذي تحت القنديل، ويضع فيه إبهامه، ويتقدّم المُؤمِنون فيضع الكاهن يده على رأس كُلّ مؤمن ويدهن بإبهامه جبهته بالزّيت، ويقول للمؤمن أنَّ ذلك لِصِحَّةِ نَفسِهِ وَجَسَدِهِ.
في رسالة القديس يعقوب وردت نصائح تبقي المؤمن على علاقة قويّة وصادقة بالله في الأوقات الصعبة، فيوصي القديس يعقوب بالمسح بالزّيت على يد الكهنة في حال المرض فضلاً عن تلاوة الصلوات، وهذا ما يسمّى بـ"صلاة الإيمان" التي تشفي المريض على قاعدتين: قاعدة الطب في جهد الإنسان وقاعدة عطيّة الله التي تعطي الشفاء للنفس والجسد معًا من خلال الاعتراف وغفران الخطايا.