ثقافة ومجتمع
29 تشرين الأول 2018, 14:00

أرسم مستقبلك بيدك!

ميريام الزيناتي
"أنت ستصنع المستقبل، بيديك وقلبك وحبّك وشغفك وأحلامك ومع الآخرين"، يقول البابا فرنسيس متوجهًا إلى الجيل الشّاب ليوضح له أهمّيّة مسؤوليّته، وروعة الدّرب الّذي سيرسمها نحو الغد. فكيف ستعبّد هذه الطّريق، وإلى أين ستصل؟

 

كلّ يوم هو عبارة عن ورقة بيضاء، وقد أعطى الله كلّ منّا قلمًا ليكتب على هذه الصّفحة كلّ ما يشاء. هو المدرك بكلّ تفاصيل حياتنا، يعطينا الحرّيّة المطلقة لنرسم ونكتب كلّ بحسب أحلامه وطموحاته، إلّا أنّه من واجبنا نحن أن نعي أهمّيّة ما تخطّ يدنا، لنكتب بمسؤليّة سطورًا تقودنا إلى نهاية رواية ترضي الله.

صناعة المستقبل باليد تعني الكدّ والتّعب للوصول إلى الأهداف، فنحن مدعوّون إلى الاجتهاد للوصول إلى أهدافنا من دون الاتّكال على أحد باستثناء الله. فالّذي يبني بيديه يبني مملكة لا تهزّها ريح الصّعوبات، ولا تهدمها عواصف الحياة.

أمّا القلب فمسؤول عن قدر العطف الذي نضعه أثناء بناء هذا المستقبل، فهل نستمع إلى قلبنا في كلّ مرّة نبني فيها الحجر الأوّل؟ كثيرًا ما يكون القلب دليلًا نحو المستقبل الأفضل، فعندما ننصت إلى بغيته سنصل بالتّأكيد إلى ما يؤدّي بنا على الأمدين، القريب والبعيد.

ومن خلال الحبّ نصل إلى بناء المستقبل الأكثر دفءًا، بناء عائلة مؤمنة ننمّي المحبّة بين أفرادها. ننمو ونكبر في كنفها لنصل إلى مستقبل فيه الكثير من الأمل، مستقبل مجبول بالضّحكات والذّكريات الجميلة.

ويمكن الجمع بين الشّغف والأحلام، لنبني مستقبلًا فيه كلّ ما نعشقه، مستقبل لا نخشى فيه خوض المستحيل والمكافحة من أجل الوصول إلى كلّ ما حلمنا به منذ صغرنا، فمن دون الشّغف لا تحقق الأحلام؛ وأيّ مستقبل غير مبنيّ على الشّغف والأحلام، مصيره الفشل.

أخيرًا، يلعب الآخرون دورًا هامًّا في بناء مستقبلنا الّذي يفقد معناه من دون وجود أصدقاء وأحبّاء إلى جانبنا، فمن يستطيع العيش بمفرده، ومن يستطيع النّجاح من دون مساعدة الآخر؟