أوروبا
14 تشرين الثاني 2018, 08:47

أفرام الثّاني للمرّة الأولى في اليونان ودكتوراه فخريّة من جامعة أثينا

في زيارة رسميّة هي الأولى له منذ تنصيبه بطريركًا، وصل بطريرك السّريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثّاني إلى اليونان صباح الثّلاثاء، يرافقه مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها سلوانوس بطرس النّعمة، والنّائب البطريركيّ في المملكة المتّحدة أثناسيوس توما دقما، ومتربوليت بيروت إقليميس دنيال كورية، والسّكرتير البطريركيّ ومدير دائرة الإعلام الأب الرّبّان جوزف بالي.

 

وفي محطّة أولى، التقى أفرام رئيس أساقفة أثينا وكلّ اليونان إيرونيموس الثّاني، في مقرّ رئاسته في أثينا، وقد رحّب به وبالوفد المرافق كضيوف أعزّاء على الكنيسة اليونانيّة. وكان عرض لتاريخ العلاقة بين الكنيستين والتّحدّيات المشتركة، وتشديد على أنّ السّبيل الوحيد لمواجهتها هو السّعي الجدّيّ للوصول إلى الوحدة بين الكنائس.

أمّا أفرام الثّاني فعبّر عن فرحته الرّوحيّة بهذا اللّقاء الّذي يتمّ للمرّة الأولى، وقال بحسب إعلام البطريركيّة: "نأتي من أنطاكية إلى اليونان متّبعين خطوات مار بولس ومستذكرين رسالته في هذه المدينة المباركة، لنتشارك مع إخوتنا وأخواتنا البشارة السّارّة نفسها، ولنشهد للعالم أجمع على جدّيّتنا في العمل نحو الشّركة الكاملة بين الكنيستَين"، وأضاء على اللّقاءات التّاريخيّة بين رئيسي الكنيستين منذ عام 1992، مشيرًا إلى التّعاون الأكاديميّ القائم بين كنيستنا السّريانيّة والكلّيّات اللّاهوتيّة في اليونان، وإلى تطوّر العلاقة من خلال اللّجنة المشتركة للحوار اللّاهوتيّ بين الكنائس الأرثوذكسيّة والأرثوذكسيّة الشّرقيّة، معربًا عن "رغبته واستعداده الكبيرين لإيجاد طرق جديدة من شأنها أن تقرّب الكنيستَين من بعضهما البعض، وتعبّدان الطّريق أمام العالم الأرثوذكسيّ للوصول إلى الشّركة الكاملة"، فتكون هذه الخطوة "نقلةً نوعيّةً نحو الوصول إلى الوحدة الكاملة للكنيسة الواحدة المقدّسة الجامعة الرّسوليّة".

من جهة ثانية، أعلن اتّحاده مع اليونان بالصّلاة، نتيجة الأزمة الاقتصاديّة، شاكرًا الدّولة والكنيسة والشّعب على مدّهم يد العون للمضطهدين في الشّرق الأوسط، بخاصّة السّوريّين بينهم. هذا ونقل انزعاجه من "القّوات العظمى" والمجتمع الدّوليّ و"تراخيهما" إزاء قضيّة مطراني حلب المخطوفين الإنسانيّة.

وفي الختام، تمّ تبادل الهدايا التّذكاريّة.

ومساءً، تسلّم البطريرك أفرام الثّاني شهادة دكتوراه فخريّة من جامعة أثينا باليونان، تقديرًا لعطاءاته وخدمته للكنيسة والشّعب المؤمن، وجعل قضيّة المسيحيّين المشرقيّين المضطهَدين في الشّرق الأوسط من أوليّاته.
تبع تسلّم الشّهادة محاضرة ألقاها في الجامعة تحت عنوان "المسيحيّون في الشّرق الأوسط: هل من مستقبل؟"، تحدّث فيها عن الوجود المسيحيّ ودور المسيحيّين في الشّرق عبر التّاريخ ، متوقّفًا عند واقعهم اليوم، مؤكّدًا أنّ "المسيحيّين، وعلى الرّغم من هذه البيئة العدائيّة الّتي يسكنون في وسطها، لم يتركوا إيمانهم ولا أنكروا الرّبّ الإله، لأنّهم يؤمنون بشدّةٍ أنّه لا شيء يقدر أن يفصلهم عن محبّة المسيح، بيد أنّهم يُجبَرون على الهجرة وترك أرضهم وبلادهم"، مشدّدًا على دعم الكنيسة الدّائم لهم وعملها على تثبيتهم في أرض الأجداد والآباء بشتّى السّبل الممكنة.

وفي ختام كلمته، قدّم أفرام الثّاني مقترحاتٍ عمليّةٍ من أجل الحفاظ على مستقبل المسيحيّين في الشرق، عبر: إنهاء الحروب والعنف؛ تحقيق مبدأ المساواة بين أبناء البلد الواحد؛ الحوار الدّينيّ بين مختلف الدّيانات والحضارات؛ بناء جسور السّلام في وجه التّطرّف والتعصّب؛ المصالحة؛ والدّفاع عن حقوق المسيحيّين المضطهدين. ودعا الجميع للصّلاة "من أجل المسيحيّين المشرقيّين المضطَهَدين، ومن أجل المضطَهَدين في أنحاء العالم كافّة، ومن أجل كلّ مَن يمدّ يد العون للمتألّمين".