أقباط إسنا يحتفلون بعيد استشهاد الفلّاحين الثّلاثة
"إنّ أقباط إسنا تعرّضوا للاضطهاد في عهد دقلديانوس، ولهذا قام إريانوس، والي أنصنا، بجولة في الصّعيد الأعلى ليشرف بنفسه على تنفيذ أوامر اضطهاد المسيحيّين، لتشهد المدينة 4 وقائع الاضطهاد بدأت بالأم دولاجي وأولادها الأربعة، أعقبها استشهاد بعض أراخنة المدينة أيّ كبار القوم آنذاك، وفي المرّة الثّالثة كانت المذبحة الكبرى، والتي استشهد فيها 160 ألفًا من أبناء الكنيسة.
أمّا الاضطهاد الأخير فهم الفلّاحون الثلاثة صوروس، سورس، أنطاكيوس، والذين التقى بهم أريانوس الوالي في زيارته الرّابعة للمدينة، بعد المذبحة التي أجراها في إسنا، والتي استشهدت فيها كلّ المدينة فكانوا يسيرون على جسر المدينة ويحملون فؤوسهم، فصاحوا بصوت عظيم: "نحن مسيحيّون مؤمنون بالسّيّد المسيح"، فقال الجند للوالي: "أما تسمع هؤلاء الرّجال الفلّاحين الذين يصيحون؟"، فقال الوالي: "قد أرجعنا سيوفنا إلى أغمادها إذ تلمت من كثرة القتل، وإذ عرف الفلاحون المؤمنون بذلك وكانوا يحملون فؤوسهم على أعناقهم، قالوا للوالي: "إقتلنا بفؤوسنا فأمر الوالي جنده أن يقتلوهم بفؤوسهم، فمدّوا أعناقهم على حجر كبير كان في ذلك الموضع، وقطع الجند رؤوسهم بالفؤوس، وبنيت لهم مقبرة بعد انتهاء الاضطهادات. ومع مرور القرون زالت آثار المقبرة، إلى أن رأى أحد سكّان إسنا في أواخر القرن التّاسع عشر رؤيا في إحدى اللّيالي تطلب إليه أن يذهب إلى بحري البلد ويحفر في مكان معين محدّد بالجير، فسيجد رفات هؤلاء القدّيسين الثّلاثة، وأن يقوم ببناء مقبرة لهم. وإنّ أبناء الشّعب المسيحيّ يحرصون على زيارة مزارهم القابع بوسط المدينة، للنّيل من بركات هؤلاء الشّهداء على مدار العام."