ثقافة ومجتمع
16 كانون الثاني 2019, 14:00

أهلٌ… غير أهلٍ

ماريلين صليبي
في وقت تأتي التّربية فيه أمرًا صعبًا تعصف مسؤولية كبيرة والتزام تامّ، قد نجد أشخاصًا غير مؤهّلين لتربية أطفال صغار ذنبهم الوحيد أنّهم وقعوا ضحيّة عنف أسريّ كبير.

 

كثيرًا ما نسمع عن عنف يتعرّض إليه طفل ما، عندها نشعر بغصّة، لكنّ المرارة لا تلامس قلوبنا، إلّا حين نشاهد بالعين المجرّدة أمًّا تضرب ابنتيها التّوأم بوحشيّة لم تخجل من إظهارها في فيديو صوّرته بنفسها بكلّ فخر واعتزاز.

إذ ضجّت مواقع التّواصل الاجتماعيّ بفيديو تعنيف رضيعتين، ضرب الأمّ التي ظهرت في الشّريط لم يقتصر عند حدّ الصّفع بل لامس محاولة القتل برمي الطّفلتين على الأرض ومحاولة خنقهما، مع ترديد عبارة "اليوم سأقتلكما!".

أمام عنف كهذا، نقف مذعورين غير مدركين حقيقة ما نراه. فالأمّ عنوان الحنان والعطف والمساعدة والحبّ والتّضحية والعطاء. الأمّ هي درع الحماية وملاذّ الرّاحة ومنبع المحبّة اللّامتناهية. فكيف يمكن لهذه الأمّ أن تُسمّى أمًّا؟

هاتان الطّفلتان عيّنة بسيطة عن أطفال كثر وُلدوا في عائلات لا تعكس الحنان ووقعوا بين أيادي أهل غير أهل بتحمّل المسؤوليّة.

أمام واقع مرّ كالذي شوهد في الفيديو، نرفع إليك يا ربّ الصّلوات الحارّة، من أجل أن تساعد كلّ معنّف وتحميه من مخالب الشّرّ، من أجل أن تنير عقول المعنّفين فيرتدّوا إلى الصّلاح، ومن أجل أن تكون عائلات العالم مرآة العائلة المقدّسة.