بيئة
16 كانون الثاني 2017, 07:27

أواني وأدوات المنزل مرتع للبكتيريا… متى تنتهي مدة صلاحيتها!

نسارع لرمي الغذاء بعد فترة معينة من الوقت أو بعد انتهاء مدة صلاحيته، فيما نحتفظ بالعديد من السلع والأدوات في منزلنا إلى أمد غير محدود، دون الإنتباه إلى أن هذه السلع التي نستعملها يوميا بحاجة للاستبدال دائما، إذ تفقد فاعليتها، أو لا تقوم بعملها كما يجب، أو قد تتحول إلى مرتع وعنصر جاذب للجراثيم والبكتيريا الضارة بالصحة.

وفقا للخبراء، فإن الكثير من الأدوات المستعملة في المنزل لها مدة صلاحية، مثل لوحة تقطيع الخضار Chopping Boards، فرشاة الحمام وغيرها، ويجب أن ترمى خلال أشهر من استعمالها، إلى اسفنجة المطبخ التي يجب أن ترمى بعد أسبوع كحد أقصى، إلى حمالات الصدر التي يجب أن تستبدل خلال عام، وفي هذه المقالة، نضع بين أيدي القارئ بعض هذه الأدوات المفترض أن تنتهي مدة صلاحيتها وضرورة استبدالها دوريا.  

الأواني البلاستيكية  

أصبحت الأواني البلاستيكية، شائعة إلى درجة كبيرة، فلا يخلو أي منزل منها، وقد عرفت تقليديا باسم تابروير Tupperware، نسبة إلى Earl Silas Tupper الذي طور  أول أوانٍ بلاستيكية مستعملة في معظم المنازل منذ أربعينيات القرن الماضي، ولكن يقول الخبراء أنه يجب استبدالها كل ثلاثة أشهر، وفقا لموقع Hassle.comm  البريطاني المتخصص بالمواد الإستهلاكية وسلامتها. فهذه العلب البلاستيكية التي تخزن فيها بقايا الطعام هي المأوى الرئيسي لمواد كيميائية ضارة BPA ، BPS والفثالات Phthalates، وقد ثبت علاقتها بالعديد من الحالات الصحية لدى الإنسان، وهي تتسرب من هذه الأواني البلاستيكية مع مرور الوقت. وبهدف التقليل من النفايات البلاستيكية وهي المادة الأكثر استعمالا في مجتمعاتنا الحديثة، يمكن استخدام أوانٍ زجاجية، ذات غطاء.  

الوسادات

من جهة أخرى، يجب تبديل الوسادات كل سنتين أو ثلاث، وقالت ليزا أرتيس Lisa Artis، من منظمة "مجلس النوم" أو "سليب كاونسل"The Sleep Council  البريطانية: “عندما تفقد الوسادة ارتفاعها وعلوها، ويتشوه شكلها ويتغير لونها فيجب تغييرها"، وأضافت "الوسادة الجيدة ينبغي أن يكون موضع رأسك عليها متوافقا مع الكتفين والعمود الفقري، كما لو كنت واقفا منتصبا، كما ينبغي أيضا أن تكون موضوعة بشكل جيد تحت الرقبة والكتف لدعم الرأس تماما". من جهة ثانية، فإن الوسادة موطن جذاب للبكتيريا وعدد من الكائنات الأخرى بسبب الرطوبة المتراكمة، وحشرات عث الغبار  dust mite والعرق، وفي المتوسط فهي تحتوي على ما يصل إلى 3500 ألف من البكتيريا الحية، وإن كنت لا ترغب بأن تضع رأسك على هذا الكم من الكائنات الحية، فقد ترغب في الحصول على واحدة جديدة.  

شفرات الحلاقة

يمكن لشفرات الحلاقة أن تكون مكلفة، لكن الخبراء يؤكدون على ضرورة استبدالها عند الضرورة. وقالت الطبيبة المختصة بالأمراض الجلدية Dermatologist الدكتورة ستيفاني وليامز Stefanie Williams: "يعتمد استبدال شفرة الحلاقة على عدد من العوامل، ولكن المعدل المعقول هو بين 3 و6 أيام"، وأضافت: "بشكل عام كلما كانت شفرة الحلاقة حادة، كلما كان ذلك أفضل، فيجب أن تنزلق الشفرة بسلاسة على الجلد، وإلا فقد تصبح غير حادة، وقد تؤدي إلى جرح وخدش الجلد وآثار سلبية أخرى، وغني عن القول أنه مع ظهور أي آثار لصدأ ينبغي استبدالها فورا، وعدم القيام بهذا يؤدي إلى تكاثر البكتيريا وآثارها الضارة". وأكد موقع Hassle.com على ضرورة تنظيف الشفرة بعد كل استعمال من الرغوة وبقايا الجلد والشعر، وحفظها في علبة مقفلة بعد تعقيمها بالكحول.  

لوح التقطيع

وبالنسبة لألواح التقطيع Chopping Boards ولا سيما الخشبية منها، فقد أظهرت الدراسات أن لوح التقطيع الخشبي هو نقطة رئيسية لإيواء البكتيريا. وقد كشفت الدراسات أن لوح التقطيع الخشبي يحتجز بين الشقوق أصنافا وكميات صادمة من البكتيريا، خصوصا البرازية منها، وأكدت إحدى الدراسات إلى أن نسبتها 200 بالمئة  أكثر من مقعد المرحاض! ويجب أن تستبدل كل 12 شهرا، خصوصا إذا امتلأت هذه الألواح بالبقع والشقوق فهي دلائل أكيدة أنه حان الوقت لرميها بعيدا. وقد يفيد استعمال لوح تقطيع بلاستيكي للحوم، وتنظيفه وتعقيمه جيدا بالكلور، واستعمال الخشبي منه للخضروات وتعقيمه أيضا، وبهذا يمكن تجنب الهدر.  

فرشاة الأسنان… الشعر والحمام 

من المعروف أنه يجب استبدال فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر، فعادة ما تصبح الشعيرات غير فعالة لتنظيف الأسنان كونها تصبح ملتوية بعد هذه الفترة، ولا تقوم بعملها كما يجب، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن البكتيريا على فرشاة الأسنان تعد بالملايين، ويمكن أن تتكاثر بشكل كبير بسبب الرطوبة مؤدية إلى الأمراض. وركزت إحدى الدراسات على التهاب الكبد الفيروسي من نوع C، حيث يمكن أن تتلوث بفيروس الكبد C الخطير من لعاب المريض بنسبة تصل إلى 30 بالمئة، وكونه من النادر أن يتشارك الأشخاص فرشاة الأسنان، فقد نصحت الدراسة بضرورة فصل فرشاة الأسنان لتجنب العدوى بهذا المرض الخطير.

أما فرشاة الشعر، فمن الضروري استبدالها كل 4 سنوات على الأقل، فبصيلة شعر واحدة قد تحمل 50 ألف من البكتيريا، كما يمكن للمستحضرات التي تستخدم على الشعر أن تصبح لزجة وتجذب الأوساخ. وقال استشاري الأمراض الجلدية في مستشفيات برادفورد Bradford Hospitals  الدكتور أندرو رايت: "يحتوي الجلد على الكثير من البكتيريا، وما قد يؤثر على شخص قد لا يؤثر على آخر"، وأضاف: "إن أمراض الجلد المعدية مثل القوباء Impetigo، وهو التهاب جلدي معدٍ عادة ما ينتج البثور أو القروح على الوجه والعنق أو اليدين، ويمكن أن ينتشر من شخص إلى آخر عن طريق تبادل الفرشاة الواحدة." من أجل هذا نصح رايت بضرورة عدم المشاركة في استخدام الفرشاة واستبدالها مرة كل أربع سنوات، ولكن لا بد من استبدالها بسرعة إذا كانت شعيراتها قد تضررت، بحيث يمكن أن تخدش فروة الرأس، ما يساهم بانتشار العدوى المحتملة.

من جهة ثانية، فإنه من الضروري استبدال فرشاة الحمام كل ستة أشهر، فعملية التنظيف المتواصل تجعل الشعيرات غير فعالة من جهة، وتعلق فيها البكتيريا بكميات كبيرة نتيجة الرطوبة.  

ليفة الحمام  

لا يمكنك تخيل أن الليفة التي تستخدم لتنظيف الجسم، قد تشكل مخاطر صحية خطيرة، ويحذر الخبراء ويحثون على ضرورة استبدالها بانتظام. ينصح طبيب الأمراض الجلدية في المملكة المتحدة الدكتور سام باونتنغ Sam Bunting بضرورة استبدال الليفة البلاستيكية كل شهرين على الأقل، وذلك لتجنب تراكم البكتيريا. ونصح للحفاظ على الليفة الحالية نظيفة، القيام بترطيبها ووضعها على نار متوسطة الحرارة في الميكروويف لمدة 30 إلى 60 ثانية، كما يمكن أيضا غسلها بالغسالة أو جلاية الصحون، مع ضرورة الحفاظ عليها في مكان جاف، قرب نافذة مفتوحة لضمان بقائها جافة.  

حمالات الثدي… كل سنة 

من المرجح ألا تعترف النساء أنهن يتمسكن بحمالات الصدر حتى يبدأ الشريط (السلك الحديدي) بالخروج منها، لكن يشير الخبراء إلى أن الملابس الداخلية لا ينبغي أبدا أن تحتفل بعيد ميلادك القادم ويجب استبدالها بانتظام أيضا. وقالت المديرة العامة لمصنع حمالات الصدر المعروفة Gossard إليز روكور Elise Recour: "قد يبدو هذا إسرافا، ولكن إن كانت  المرأة ترتدي حمالة صدر بانتظام، حتى لو كانت ذات جودة عالية وتعتني بها جيدا، فسوف تبدأ بفقدان الدعم والراحة المنشودين وعملها على رفع الصدر بشكل كبير بعد ثمانية أشهر أو نحو ذلك".  

اسفنجة وفوط المطبخ

أما اسفنجة المطبخ التي تستعمل في تنظيف الأواني، فهي موئل هام للبكتيريا، وتقدر أعداد البكتيريا بحوالي 10 ملايين في الإنش المربع (6.45 سنتمتر مربع) أي حوالي مساحة طابع بريدي، وعندما تستعمل اسفنجة "غير نظيفة" فأنت تساهم بتوزيع البكتيريا بدلا من التخلص منها، كما أنه من المفضل رميها كل أسبوع، ويفضل قبل استعمالها، وضعها في الميكروويف لمدة دقيقة ليتم تعقيمها.

أما فوط المطبخ، فإن أصبحت رطبة فيجب استبدالها فورا بفوط نظيفة وجافة، حيث أظهرت دراسة صادمة أن 89 بالمئة من فوط المطبخ تحتوي على البكتيريا القولونية.  

علبة العدسات

أصبحت العدسات من الكماليات الأساسية المستعملة في كل منزل تقريبا، ويقدر أعداد من يستعمل العدسات بأنواعها بـ  125 مليون شخص أو 2 بالمئة من سكان العالم، وبينما العناية بالعدسات ومدة صلاحيتها يحددها المصنع والطبيب المعالج، فإن العلبة التي تحفظ فيها العدسات بحاجة للعناية ومن الضروري استبدالها كل 3 أشهر. وقد أظهرت الدراسات أن علبة العدسات قد تكون موئلا للبكتيريا والفطريات والطفيليات الخطرة على البصر والصحة، خصوصا بسبب السائل والرطوبة فيها، وفي دراسة وصلت أعداد الملوث من هذه العلب إلى 666 بالمئة، ويمكن أن تتسبب بالتهابات عدة وصولا إلى فقدان البصر والموت، خصوصا بسبب طفيل هو من نوع الأميبا Acanthamoeba.