ثقافة ومجتمع
05 نيسان 2019, 13:00

أيّها المرض...أنا سعيد حقًّا بفرصة لقائك

ماريلين صليبي
الأعاجيب لا تقتصر فقط على الشّفاء من مرض ما، بل هي النّعمة الزّائدة والفرح والرّجاء أعاجيب بحدّ ذاتها، والدّليل: قصّة جيف هوكسفورد...

 

بعد سنوات من التّعب والدّرس والشّقاء، حان وقت الرّاحة! جيف هوكسفورد تخرّج طبيبًا واستقرّ مع زوجته وولديه قبل أن يخترق صفاء حياته حادث اصطدام بشاحنة حوّل الحلم المنتظر إلى كابوس.

 في العناية الفائقة، كان التّركيز على شفاء الضّرّر الذي لحق برأسه. حالة جيف الصّحّيّة حيّرت الأطبّاء الذين استبعدوا إمكان شفائه، والذين عجزوا حتّى عن تحديد إمكان استعادة ذاكرته ومداواتها.

جيف الذي كان متأمّلًا بخروجه من المستشفى سريعًا واستعادة نشاطه المهنيّ في الطّبّ، أوقفه تقرير الطّبيب الذي كبح حلم طفولته ومسيرته الطّويلة.

أمام هذا العجز الذي لمسه جيف، التّأمّل بالمستقبل كان مسرح يأسه الواسع. تساؤلات وأفكار سوداويّة حملت الماضي والحاضر، فجدوى حياته وسبب تعبه المستمرّ انهارا فجأة أمام عينيه وانحلّا في بحر الهموم والمرض.

هذا الضّباب الغامض دفع بجيف إلى فقدان الجدوى من هذه الحياة والشّعور بالذّنب الدّائم والتّفكير المستمرّ بما سبّبه هذا الحادث من ضرر طبّيّ ونفسيّ.

غير أنّ هذه الآية من الإنجيل تبدّل هذه الرّؤية الدّاكنة، سفر التّكوين (50: 20) "أنتم نويتم عليّ شرًّا، والله نوى به خيرًا، لكي يصنع ما ترونه اليوم ليهب الحياة لشعب كثير. والآن لا تخافوا: أنا أعولكم أنتم وعيالكم". آية أعادت إلى جيف الأمل بأنّ الرّبّ قادر على أن يحوّل السّيّئ إلى جيّد.

خمس سنوات مرّت والرّبّ يرعى أيّام جيف ويبدّل قلبه وينير رؤيته: النّظرة إلى الآخر اختلفت والنّظرة إلى الصّعاب تحسّنت. الآخر بات بالنّسبة إلى جيف أخاه في الإنسانيّة، والضّعف بات قوّة مع الرّبّ وبات دافعًا للتّأمّل برجاء.

للرّبّ مخطّط لا بدّ من قبوله بفرح، وهذا المرض الذي ضرب جيف أوضح له ماهيّة المسيحيّة وعظمة كلام الرّبّ وأساس تعاليمه، وإلى مرضه وجّه جيف رسالة: "لا شكّ أنّك غيّرت حياتي إلى الأبد. لكنّني سعيد حقًّا بفرصة لقائك، لأنّني لمست أنّك كنت الطّريق للقاء يسوع، وقد غيّرني ذلك كثيرًا، إنّها أعجوبة!"