لبنان
20 آذار 2023, 14:20

إبراهيم شارك من مار يوسف الشّير: نحن بحاجة إلى حرّاس يحرسوننا كما حرس الملاك القدّيس يوسف

تيلي لوميار/ نورسات
شارك رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم رعيّة مار يوسف الشّير في زحلة الاحتفال بعيد شفيعها القدّيس يوسف البتول، فحضر الذّبيحة الإلهيّة الّتي احتفل بها كاهن الرّعيّة الأب عبدالله سكاف بحضور مجلس الرّعيّة والوكلاء وجمع المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس كان للمطران ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدعايد فيها المحتفلين بالعيد، وتحدّث عن صفات القدّيس يوسف فقال: "كلّ عيد وأنتم بألف خير، معايدة قلبيّة لكلّ الّذين يحملون اسم يوسف، جوزف، جوزفين وكلّ مشتقّات الإسم، أتمنّى لكم عيدًا مباركًا على أمل أن يعاد عليكم بظروف أفضل بالصّحّة وهداوة البال والنّجاح الدّائم.

هذا النّجاح الدّائم ليس بالضّرورة أن يكون شرطًا من شروط الحياة الهادئة لأنّه كما سمعنا، حتّى الكبار في تاريخ المسيحيّة لم يتوفّر لهم هدوء البال، ولدينا مثل كبير في التّعرّض للشّكّ القويّ وهو القدّيس يوسف الّذي عزم على تخلية مريم سرًّا لأنّه لم يقدر أن يفهم السّرّ الإلهيّ فقرّر الهروب، ونحن في مواقع كثيرة في الحياة عندما لا نفهم إرادة الله ولا نفهم النّاس المحيطين بنا أو الّذين يعيشون معنا أو النّاس المعطى لنا الاهتمام بهم، محبّتهم ومدّ يد المعونة الدّائمة لهم، نتعرّض للشّكوك، نستسلم للخوف والقلق، نسأل هل هؤلاء الأشخاص يريدون لنا الخير؟ هل يحبّونا؟ هل يتفهّمون فعلاً ما نحن فيه وما نحن عليه؟ وهكذا يبدأ الإنسان يتخبّط في أمواج هائجة من الشّكوك كما تعرّض يوسف في هذا الحلم الكابوس الصّعب. لكن ملاك الرّبّ تدخّل، ونحن ماذا ننتظر عندما نكون في ثورة الشّكوك الّتي تجتاح عقولنا وقلوبنا وتنكّد علينا العيش السّعيد؟ ننتظر ملاك الرّبّ الّذي أتى إلى يوسف ليقول لنا أيضًا افعلوا أنتم أيضًا ما يجب عليكم فعله بحسب إرادة الله لا بحسب إرادتنا نحن.

يسوع في جبل الزّيتون عندما صلّى وكان يعرق دمًا، كان يطلب أن يبعد الله عنه كأس الصّليب وكأس الموت، حتّى يسوع خاف وعاش هذا القلق العميق الّذي جعله يتعرّق دمًا، فكيف الأحرى بنا أن نكون دائمًا في حالة ثبات وفي حالة أمان وفرح وكأنّ لا شيء في الدّنيا يجب أن ينكّد عيشنا، لماذا نطلب هذا الأمر؟ لماذا لا نعرف أنّه خلف الدّموع وخلف الآلام وخلف المصاعب يُخبأ لنا غدٌ أفضل، إشراقة أفضل، ملاك ينتظرنا لكي يبشّرنا بأنّ إتمام إرادة الله في حياتنا تعيد لنا كلّ السّلام الّذي ننشده وكلّ الأمان الّذي نبتغي.

في هذا العيد وطننا يعيش أصعب الظّروف وأخطرها على الإطلاق، وعملتنا الوطنيّة في انهيار يومًا بعد يوم يزداد إلى حدّ اللّامقبول والخطر المخيف الّذي يطالنا جميعًا ليس فقط من النّاحية الاقتصاديّة، لأنّ النّاحية الاقتصاديّة مرتبطة بكلّ شيء آخر، قد نجد أنفسنا في حالة فوضى، قد نجد أنفسنا في حالة أمن متفلّت، قد نجد أنفسنا في حالة خطر، في حالة حروب لا سمح الله. فالقضيّة ليست فقط قضيّة سعر صرف وغلاء أسعار، هي قضيّة تشمل كلّ نواحي حياتنا الهنيئة الّتي هي حقّ لنا. أن نعيش العيش الكريم وليس لأحد الحقّ أن يسرق منّا هذا العيش لأنّ كرامة الإنسان معطاة له من الله مجّانًا ولا يجوز لأحد أن يسرقها منه، لذلك نحن بحاجة إلى حرّاس يحرسوننا كما حرس الملاك القدّيس يوسف وأبعد عنه الشّكوك والقلق والمخاطر وزرع في قلبه الطّمأنينة والسّلام. نحن أيضًا بحاجة إلى حرّاس، ومن تحوّل إلى حارس؟ يوسف بذاته الّذي كان ضحيّة القلق والخوف والشّكّ، تحوّل إلى حارس الفادي، هو صار حارس يسوع، ربّاه بكلّ محبّة وعلّمه ونشّأه على الأخلاق الكريمة، وكان ينمو، كما يقول الإنجيل، في السّنّ والحكمة أمام الله والنّاس. كان هناك من يهتمّ بيسوع كغرسة تنال كلّ الاهتمام من غارسها، لذلك كانت مريم إلى جانب يسوع وإلى جانب يوسف، وكان يوسف إلى جانب يسوع وإلى جانب مريم.

أشكر الأب عبدالله سكاف الّذي دعاني لأكون معكم ليلة العيد، وأشكر الله على الأب عبدالله الّذي ما يزال يعطي من كلّ قلبه، ومحبّته الّتي يبديها إلى كلّ النّاس هي محبّة صادقة، واحترامه لموقعه ككاهن ولرسالته شيء نقدّره جدًّا. أطلب له طول العمر والصّحّة لمتابعة مسيرة الخدمة على ما يشاء الله."

كما كانت للأب سكاف شكر فيها المطران ابراهيم على محبّته ورعايته للجميع.

وفي ختام القدّاس ترأّس ابراهيم رتبة تبريك القرابين متمنّيًا للجميع عيدًا مباركًا.