لبنان
27 كانون الأول 2022, 08:50

إبراهيم لأطفال عيتنيت في العيد: أمّا أنتم فاصمدوا هنا وابنوا لبنان الجديد!

تيلي لوميار/ نورسات
في كنيسة القدّيس جاورجيوس- عيتنيت، احتفل رئيس أساقفة الفزرل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقدّاس ثاني الميلاد وتهنئة مريم العذراء وعيد القدّيس يوسف، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وكاهن الرّعيّة الأب شارل شامية، والأب شربل راشد، بحضور فعاليّات وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، كانت عظة للمطران ابراهيم عايد فيها الجميع وقال: "كما سمعنا في الإنجيل المقدّس، نرى أنّ التّاريخ يعيد نفسه خصوصًا مع المسيحيّين في هذا المشرق الّذين تألّموا على مرّ الأجيال.  

"قم وخذ الصّبيّ وأمّه وارحل إلى مصر" قصّة التّشريد والهجرة، وقصّة أنّ الإنسان يلجأ إلى مكان آمن تعيد ذاتها على الدّوام. لذلك نحن نرى أنفسنا في منطقة عريقة من لبنان وفي هذه البلدة التّاريخيّة عيتنيت، لكن نرى أنّ الكثيرين حملوا أبناءهم ورحلوا. حزموا أمتعتهم وفارقوا هذه البلدة وعاشوا في المغتربات والانتشار، فكان الرّبح لتلك البلدان الّتي لجأوا إليها.

نحن أحيانًا نفكّر بما يرسلونه إلينا من أموال وننسى أنّه في كلّ سنة لدينا نزف ما يقارب 25 ألف مهاجر. نحن في خسارة دائمة وفي نزف دائم، لذلك نصلّي لكي تبقى البقيّة باقية ملحًا في هذه المنطقة، وتبقى الخميرة في هذا العجين الّذي يجب أن يخمّر المنطقة بأسرها، ويبقى الوجود المسيحيّ في أرض المسيح، في هذه الأرض وفي هذه التّخوم المقدّسة.

نحن نقول إنّ الأرض المقدّسة هي حيث عاش المسيح، وأنا أكيد أنّ يسوع المسيح عندما كان يجول في الأراضي الّتي عاش فيها، أتى إلى تخوم صيدا وصور مرّ في البقاع وبتأكيد مرّ في هذه المنطقة، لأنّ البقاع كان محطّة سياحيّة وكان يدعى في ذلك الزّمان خزّان الأمبراطوريّة الرّومانيّة. يسوع كان يقدّر أيضًا الجمال الّذي خلقه الآب، والله أعطى البقاع الغربيّ جمالاً فتّانًا وزاد على هذا الجمال وجود بحيرة القرعون الّتي أعطت هذه المنطقة حيويّة إضافيّة.  

إلى جانب ذلك أعطاني الرّبّ النّعمة أن أكون قريبًا من أهالي هذه البلدة عندما خدمتهم مدّة طويلة في مدينة كليفلاند أوهايو، وأكرّر دائمًا أنّ هذا الزّمن كان الزّمن الذّهبيّ في حياتي لأنّ أهل عيتنيت وأهل هذه المنطقة من البقاع الغربيّ الّذين استقرّوا في تلك المدينة النّائية حملوا معه إرثًا لا يثمّن، نحن نتحدّث عن أدمغة وعن طاقات عميقة وعن إيمان عميق. زرعوا في تلك المدينة والمنطقة ما حملوه في عقولهم وقلوبهم من كنوز المشرق الّتي بدأت منذ وطأت قدمي يسوع أرضنا في لبنان، وبنوا الكنائس، وأوّل قدّاس في كليفلاند كانت في ليلة الميلاد عام 1901.

فرحت اليوم كثيرًا بوجود الصّغار معنا في القدّاس، وأتوجّه إليهم بعدم التّفكير في الهجرة كما فعل الّذين سبقوكم، لأنّه بالرّغم من كلّ المشاكل الّتي يعيشها لبنان يبقى أجمل بلد في العالم، ويبقى لبنان حلم كلّ اللّبنانيّين في الانتشار بأن يعودوا إليه. أمّا أنتم فاصمدوا هنا وابنوا لبنان الجديد. لبنان بلد الفرص والنّجاحات كما هو في الوقت نفسه بلاد الأزمات".  

وفي نهاية القدّاس، بارك المطران ابراهيم القرابين وقدّم له الأب شامية أيقونة الميلاد عربون محبّة وتقدير.