لبنان
04 آذار 2024, 13:35

إبراهيم: لنصلّ لأجل لبنان كي يصل إلى أنوار الخلاص والقيامة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قداس الأحد الثّالث من الصّوم العظيم المقدّس - أحد السّجود للصّليب الكريم المحيي، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة - زحلة. وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى عظة جاء فيها بحسب إعلام الأبرشيّة:

"الأحبّاء في المسيح،

نحن نتحدث اليوم عن رمز تتجلّى فيه كلّ معاني الحبّ والفداء، وهو الصّليب المقدّس. في هذا اليوم المبارك، أحد السّجود للصّليب المحيي، يأتينا في منتصف زمن الصّوم لكي نستلهم منه الصّليب ونتقوّى به في مسيرة صومنا. نستذكر قصّة الصّليب ونعيش تأمّلاتنا فيه، فهو ليس مجرّد شكل هندسيّ، بل هو رمز للتّضحية والفداء والحبّ الإلهيّ.

في الإنجيل المقدّس، يقول يسوع المسيح: "لأنّه هكذا أحب الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي كلّ من يؤمن به لا يهلك، بل يكون له حياة أبديّة" (يوحنّا 3:16). هذا هو جوهر الصّليب، إنّه علامة عظيمة لحبّ الله العميق لنا، بحيث بذل ابنه الوحيد من أجل خلاصنا.

عندما ننظر إلى الصّليب، لا نرى سوى تضحية لا مثيل لها، حيث إنّ يسوع المسيح بذل نفسه على الصّليب ليكون فداءً لخطايانا وخلاصًا لروحنا. هو الذي عانى وتألّم من أجل خطايانا، لكي نتحرّر من أسر الخطيّة والموت.

أيّها الأحبّاء،

القدّيس بولس يوضح لنا قيمة الصّليب ومعناه في حياتنا. فالقدّيس بولس، الرّسول الذي ألهمه الرّوح القدس، كان يفهم عمق الصّليب وما يحمله من معاني وقيمة لنا كمؤمنين.

في رسالته إلى أهل كورنثوس، يقول القدّيس بولس: وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! (1 كورنثوس 23:1). هنا يظهر لنا القدّيس بولس كيف أنّ الصّليب هو قوّة الله وحكمته، ولكنّها تبدو جنونًا في عيون العالم. أمّا لنا كمؤمنين، يُعبّر الصّليب عن قوّة الله وحكمته في الخلاص.

ويكمل القدّيس بولس في نفس الرّسالة قائلاً: "لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا." (1 كو 2: 2). هنا يظهر لنا القدّيس بولس كيف أنّه لا يعلن إلّا عن المسيح المصلوب، فإنّه فيه تكمن حكمة الله وقوّته.

وفي رسالته إلى أهل غلاطية، يقول القدّيس بولس: أَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَصْبَحَ الْعَالَمُ بِالنِّسْبَةِ لِي مَصْلُوبًا، وَأَنَا أَصْبَحْتُ بِالنِّسْبَةِ لَهُ مَصْلُوبًا. (غلاطية 14:6). هنا يعلن القدّيس بولس عن اعتزازه بالصّليب، فإنّه الذي يجسّد حبّ الله وفداء المسيح من أجل خلاصنا.

نحن في وطن يحمل صليبه بصبر. فالمواطنون يعانون ويحملون عبء الأوضاع الصّعبة والمتدهورة كصليب ثقيل. لكنّ الصّليب يمثل أيضًا دعوة للتّلاحم والتّسامح بين الأفراد والمجتمعات في لبنان، سعيًا للتّغلّب على الصّعوبات.

فلنصلّ لأجل لبنان كي يصل إلى أنوار الخلاص والقيامة."