متفرّقات
27 تموز 2021, 08:20

إدراج أربعة مواقع طبيعية وثلاثة مواقع ثقافية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي

تيلي لوميار/ نورسات
أدرجت لجنة التراث العالمي الإثنين سبعة مواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. أُدرجَت أربعة مواقع لما تكتسيه من سمات طبيعيّة، وهذه المواقع هي: موقع جزيرة أمامي أوشيما، وجزيرة توكونوشيما، والجزء الشمالي من جزيرة أوكيناوا، وجزيرة إيريوموت (اليابان)، وموقع "غيتبول"، مسطحات المد والجزر الكورية (جمهورية كوريا)، وموقع مجمَّع غابات كاينج كراشان (تايلند)، وموقع غابات كولشان المطيرة وأراضيها الرطبة (جورجيا). وأدرجت ثلاثة مواقع لما تكتنزه من سمات ثقافية، وهذه المواقع هي: تل أرسلان تيبيه (تركيا)، تمديد موقع خط دفاع أمستردام، ليُعرف فيما بعد باسم خطوط الدفاع المائية الهولندية (هولندا)، والموقع العابر للحدود الوطنية للمستعمرات الخيرية (بلجيكا وهولندا).

أُدرجت هذه المواقع إبّان الدورة الرابعة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة عبر الإنترنت والتي تُدار أعمالها من مدينة فوزهو بالصين. ومن المقرّر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي حتى 28 تموز/يوليو.

 

فيما يلي وصف موجز للمواقع المُدرجة حديثاً:

اليابان، جزيرة أمامي أوشيما، وجزيرة توكونوشيما، والجزء الشمالي من جزيرة أوكيناوا، وجزيرة إيريوموت  

يغطي الموقع 42٫698 هكتاراً من الغابات المطيرة شبه الاستوائية الموزّعة في سلسلة مؤلفة من أربع جزر جنوب غرب اليابان، وتتجلى هذه السلسلة على هيئة قوس ممتد على الحدود بين بحر الصين الشرقي وبين بحر الفلبين. وجبل يوانداكي في جزيرة أمامي-أوشيما أعلى نقطة في الموقع، إذ يبلغ ارتفاعه 694 متراً فوق مستوى سطح البحر. وإن التواجد البشري منعدم تماماً في الموقع الذي يكتنز قيمة رفيعة للتنوع البيولوجي كونه يأوي نسبة كبيرة جداً من الأنواع المستوطنة، التي يُعتبر العديد منها مهدّداً على الصعيد العالمي. ويعتبر الموقع موطناً للنباتات المستوطنة والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات وأسماك المياه الداخلية والقشريات العشاريات الأرجل، التي نذكر منها على سبيل المثال أرنب أمامي المهدد بالانقراض (Pentalagus Furnessi) وفأر ريوكيو ذو الشعر الطويل (Diplothrix legata)، وهما من السلالات القديمة التي انقرض جميع أفرادها في العالم أجمع. ويعتبر الموقع موطناً لخمس فصائل من الثدييات وثلاث فصائل من الطيور وثلاث فصائل من البرمائيات التي اعتُبرت من الفصائل المميزة من ناحية تطورها والمعرضة في ذات الوقت لخطر الانقراض على الصعيد العالمي (EDGE). وتنفرد كل جزيرة أيضاً بطيف متنوع من الأنواع المستوطنة دون سواها من أجزاء الموقع.

 

جمهورية كوريا، "غيتبول"، مسطحات المد والجزر الكورية

يتألف الموقع، الكائن في البحر الأصفر الشرقي على الساحل الجنوبي الغربي والجنوبي لجمهورية كوريا، من أربعة عناصر، ألا وهي: "غيتبول سوتشون" و"غيتبول غوشانغ" و"غيتبول شينان" و"غيتبول بوسيونغ-سونشيون". ويستعرض الموقع مزيجاً معقداً من الظواهر الجيولوجية والأوضاع الأوقيانوغرافية والأحوال المناخية التي أدت إلى تطوّر النظم الرسوبية الساحلية المتنوعة. ويمثّل كل عنصر من عناصر الموقع نوعاً من الأنواع الفرعية الأربعة للمسطحات الطينية التي تشكّلت بفعل المد والجزر، ألا وهي: مسطحات الخَوْر أو مصب النهر، ومسطحات الخليج المفتوح، ومسطحات الأرخبيل، والمسطحات شبه المغلقة. ويحتوي الموقع على معدلات مرتفعة من التنوع البيولوجي، وتشير التقارير إلى وجود 2150 نوعاً من النباتات والحيوانات في الموقع، بما في ذلك 22 نوعاً مهدداً أو شبه مهدداً على الصعيد العالمي. ويعتبر الموقع موطناً لـ 47 نوعاً مستوطناً وخمسة أنواع من اللافقاريات البحرية المهددة إلى جانب ما مجموعه 118 نوعاً من الطيور المهاجرة التي يمدها الموقع بموائل حيوية. وتشمل الحيوانات المستوطنة في الموقع الأخطبوط الطيني (الأخطبوط الصغير)، والكائنات المتغذية على الرواسب مثل سرطان الوحل الياباني، والسرطان الكماني (Uca lactea)، والديدان الحلقية العديدة الأشواك (bristle worms) ، وسرطان ستيمبسون الشبح (Ocypode stimpsoni)، وحلزون رمل البحر الأصفر، وكذلك العديد من الحيوانات المتغذية على العوالق مثل المحار. ويبيّن الموقع حلقة الوصل بين التنوع الجغرافي والتنوع البيولوجي، فضلاً عن اعتماد التنوع الثقافي والنشاط البشري على البيئة الطبيعية.

 

تايلند، مجمَّع غابات كاينج كراشان

يمتد هذا الموقع على طول سلسلة جبال تناسريم من جهة تايلند، وهو جزء من قمم الجبال الجرانيتية والجيرية التي تمتد من الشمال إلى الجنوب في شبه جزيرة ملايو. ويوجد الموقع على تقاطع ممرات عبور الحيوانات والنباتات، ولذلك يزخر بالتنوع البيولوجي. ويغلب على الموقع وجود الغابات التي تتنوع بين غابات الأشجار شبه دائمة الخضرة/دائمة الخضرة الجافة والرطبة، مع خليط من غابات الأشجار المتساقطة الأوراق والغابات الجبلية وغابات الأشجار ثنائية الأوراق المتساقطة. وقد أُفيد بوجود عدد من أنواع النباتات المستوطنة والنباتات المهددة بالانقراض عالمياً في الموقع، الذي يتقاطع مع منطقتين هامتين لصون الطيور، والذي يشتهر بالتنوع الكبير في أنواع الطيور التي يوجد بينها ثمانية أنواع مهددة بالانقراض عالمياً. وفضلاً عن ذلك، يأوي هذا الموقع التمساح السيامي (Crocodylus siamensis) المهدد بشدة بالانقراض، والكلب البري الآسيوي (Cuon alpinus) وبقر بانتنغ (Bos javanicus) والفيل الآسيوي (Elephas maximus) والسلحفاة المستطيلة/الصفراء (Indotestudo elongata)، وجميعها مهددة بالانقراض عالمياً، والسلحفاة الآسيوية العملاقة (Manouria emys) المهددة بالانقراض، إلى جانب عدد من أنواع الطيور والثدييات المعرضة للخطر. ويلاحظ أنَّ هذا الموقع يؤي الأنواع الثمانية التالية من القطط: النمر (Panthera tigris) والسنور السمَّاك (Prionailurus viverrinus) المهددين بالانقراض، والنمر (Panthera pardus) والسنور الذهبي الآسيوي (Catopuma temminckii) شبه المعرضَين للخطر، والنمر الأرقط (Neofelis nebulosi) والسنور المعرَّق (Pardofelis marmorata) المعرضَين للخطر، وسنور الأدغال (Felis chaus) والسنور النمري(Prionailurus bengalensis).

 

جورجيا، غابات كولشان المطيرة وأراضيها الرطبة

يتألَّف الموقع من سبعة عناصر موزَّعة داخل ممرّ طوله 80 كم على امتداد الساحل الشرقي للبحر الأسود، الذي يمتاز بالحرارة الدافئة والرطوبة الشديدة. وتُعتبر هذه العناصر بمثابة سلسلة من نُظُم كولخيس البيئية المميّزة والموزّعة على ارتفاعات تبدأ من مستوى سطح البحر وتصل إلى أكثر من 2500 متر فوق مستوى سطح البحر. وتضم أبرز النظم البيئية في الموقع غابات كولخيس النفضية المطيرة وأراضيها الرطبة، وأراضي الخث الرشحيّة وغيرها من أنواع مستنقعات الخث في منطقة كولخيس المميّزة. وتأوي الغابات المطيرة الشديدة الرطوبة والعريضة الأوراق طيفاً واسعاً للغاية من الأصناف النباتية والحيوانية، وتشهد تواجداً مكثفاً للغاية للأنواع القديمة المتبقية والأنواع المستوطنة، وعدداً كبيراً من الأنواع المهددة بالانقراض على الصعيد العالمي والأنواع المستوطنة، التي نجت من الدورات الجليدية إبّان العصر الجليدي الثالث. ويعتبر الموقع موطناً لزهاء 1100 نوع من النباتات الوعائية وغير الوعائية، من بينها 44 نوعاً من النباتات الوعائية المهددة بالانقراض، وزهاء 500 نوع من الفقاريات، فضلاً عن عدد كبير من فصائل اللافقاريات. ويحتوي الموقع كذلك الأمر على 19 فصيلة من الحيوانات المهددة، من بينها الأسماك الحفشية، ولا سيما أسماك كولخيس الحفشية المهددة بالانقراض. ويندرج الموقع في عداد المحطات الرئيسية التي تتوقف فيها العديد من الطيور المهددة على الصعيد العالمي، والمهاجرة عبر باتومي.

 

تركيا، تل أرسلان تيبيه

تل أرسلان تيبيه هو موقع أثري يبلغ ارتفاعه 30 متراً، ويقع في سهل ملاطية على بُعد 12 كم جنوب غرب نهر الفرات. وتشير الأدلّة الأثريّة في الموقع إلى وجود الحياة فيه في الفترة الممتدة من الألفية السادسة قبل الميلاد على الأقل، حتى أواخر الفترة الرومانية. وتتميّز الطبقات الصخرية الأولى التي تعود إلى مطلع فترة أوروك بوجود آثار منازل من الطوب تعود إلى القسم الأول من الألفية الرابعة قبل الميلاد. وجاءت الفترة الأبرز والأكثر ازدهاراً في تاريخ الموقع في أواخر العصر النحاسي، حيث شهدت تشييد ما يُعرف بمجمع القصر. وهناك كمّ لا يُستهان به من الأدلّة الهامّة التي تشهد على مطلع العصر البرونزي، ولعلّ أبرز المعالم التي تقف شاهداً على هذه الفترة تتجلّى في مجمع القبر الملكي. ويمتدّ تاريخ الطبقات الصخرية الأثريّة إلى فترة العصر الآشوري القديم وفترة حكم الإمبراطورية الحثية، بما في ذلك الآثار التي تعود إلى فترة الحضارة الحثية الحديثة. ويوضّح الموقع جملة من العمليّات التي أدّت إلى نشوء مجتمع تابع للدولة في الشرق الأدنى، ونظام بيروقراطي متقدّم يسبق الكتابة. وأسفرت أعمال التنقيب عن العثور على مجموعة من القطع والأسلحة المعدنيّة، وتضم هذه المجموعة أقدم السيوف التي عُثر عليها حتى اليوم على وجه المعمورة. وتشير هذه الآثار إلى بداية أشكال القتال المنظّم باعتباره امتيازاً يقتصر على نخبة المجتمع، الذين اعتادوا استعراضها كأدوات لقوتهم السياسية الجديدة.  

 

هولندا، تمديد موقع خط دفاع أمستردام، ليُعرف فيما بعد باسم خطوط الدفاع المائية الهولندية  

يمتد التعديل الهام لحدود الموقع، الذي كان قد أدرج لأول مرة في قائمة التراث في عام 1996، من بحيرة آيسل (التي كانت تُعرف سابقاً باسم زاوديرزي) الواقعة في مدينة ماودن، إلى مصب بيسبوش في فيركندام. ويقضي هذا التعديل بإضافة خط المياه الهولندي الجديد إلى موقع التراث العالمي لخط دفاع أمستردام القائم بالفعل، ليصبح الموقع يعرف باسم موقع التراث العالمي لخطوط الدفاع المائية الهولندية، ويضم التعديل كذلك الأمر عدداً من عمليات تمديد وسحب بعض الأجزاء من حدود موقع التراث لخط دفاع أمستردام. ويُبين التمديد بصفة خاصة نظاماً عسكرياً منفرداً للدفاع، حيث كان يستند إلى الفيضانات في الحقول والمنشآت الهيدروليكية، إضافة إلى سلسلة من التحصينات والمواقع العسكرية الموزعة على مساحة 85 كم. ويضم الموقع أيضاً ثلاثة عناصر أصغر حجماً، ألا وهي: حصن فيرك الرابع، وقناة تيل للفيضانات، وحصن بانيردين الواقع على مقربة من الحدود الألمانية. شُيّدت هذه المعالم في الفترة الممتدة بين عامَي 1814 و1940، وتؤدي دوراً تكميلياً مع الموقع المُدرج بالفعل، والذي يعتبر مثالاً منقطع النظير على مفهوم التحصينات القائمة على مبدأ التحكم بالمياه. وعكف سكان هولندا منذ القرن السادس عشر على تسخير ما بجعبتهم من معارف وخبرات في مجال الهندسة الهيدروليكية لأغراض الدفاع. وكان مركز المدينة محمياً بشبكة مؤلفة من 45 حصناً مدجّجاً بالأسلحة، وكانت تُشغّل بالتناغم مع الفيضانات المؤقتة في المناطق المنخفضة المستصلحة من التجمعات المائية، ونظاماً معقداً من القنوات والأهوسة.  

 

هولندا وبلجيكا، المستعمرات الخيرية

يضم الموقع المتسلسل العابر للحدود أربع مستوطنات، من بينها مستوطنة واحدة في بلجيكا وثلاث مستوطنات في هولندا، فضلاً عن مناظر طبيعية ثقافية. وتشهد أجزاء هذا الموقع مجتمعةً على تجربة من تجارب الإصلاح الاجتماعي التي تعود للقرن التاسع عشر، ألا وهي الجهود الرامية إلى التخفيف من حدّة الفقر الحضري من خلال إنشاء مستعمرات زراعية في المواقع النائية. وتأسست فريدريكسور (هولندا) في عام 1818، وهي أقدم هذه المستعمرات وموطن للمقر الأصلي لجمعية الخير، وكان الغرض منها يتمثل في الحد من الفقر على المستوى الوطني. ويضم الموقع مستعمرات أخرى، من بينها مستعمرتا فيلهلميناورد وفينهاوزن في هولندا، ومستعمرة فورتل في بلجيكا. وبالنظر إلى أنّ المزارع الصغيرة في المستعمرات لم تُدِر عائدات كافية، التمست جمعية الخير الدخل من مصادر أخرى، ولذلك تعاقدت مع الدولة لتوطين الأيتام، وسرعان ما شمل المشروع المتسولين والمتشردين، الأمر الذي أدّى إلى إنشاء مستعمرات "قسرية" تفتقر إلى الحرية، مثل فينهاوزن، مشفوعةً بمهاجع ضخمة ومزارع مركزيّة كي يعمل سكان هذه المستعمرات تحت إشراف الحرّاس. وصُمّمت المستعمرات بصورة متعامدة تتيح عدم حجب الرؤية في أي جزء من أجزائها، وتحتوي على منشآت سكنية ومنازل للمزارعين وكنائس ومرافق مجتمعية أخرى. وبلغت الحياة في هذه المستعمرات ذروتها في منتصف القرن التاسع عشر، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين يقطنون فيها ما يزيد على 11 ألف نسمة في هولندا. وبلغ عدد سكان هذه المستوطنات ذروته في بلجيكا في عام 1910، إذ وصل إلى 6000 نسمة.

 

 المصدر: اليونسكو