لبنان
08 آذار 2022, 06:00

إطلاق أعمال السّينودس الخاصّ بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع من بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
برعاية وحضور البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، وبتنظيم من مكتب راعويّة المرأة في الدّائرة البطريركيّة، تمّ إطلاق أعمال السّينودس الخاصّ بالمرأة حول حضورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع، يوم السّبت ٥ آذار/ مارس ٢٠٢٢ بعد الظّهر في الصّرح البطريركيّ- بكركي.

وبعد كلمات التّرحيب، جرى عرض لفيلم وثائقيّ عن تاريخ المسيرة المجمعيّة الخاصّة بالمرأة، ثمّ جرى إطلاق أعمال السّينودس حيث عرضت الدّكتورة ميرنا عبّود المزوّق للمسار الكنسيّ والإيمانيّ منذ المجمع البطريركيّ المارونيّ والّذي أدّى إلى إطلاق السّينودس الخاصّ بالمرأة، كما عرضت محاور ومجموعات العمل المجمعيّ: من اللّجنة الاستراتيجيّة المسكونيّة الّتي تضمّ خبراء في اللّاهوت العقائديّ والبيبليّ والأنطروبولوجيّ والفلسفة والعلوم الاجتماعيّة إلى الخليّة المجمعيّة الّتي تُعنى بالوثائق والملفّات الخاصّة بالأعمال المجمعيّة في الأبرشيّات والرّعايا والمؤسّسات الكنسيّة والمجتمعيّة والتّربويّة كما مجموعات المندوبين والمندوبات من الرّهبانيّات والأبرشيّات في لبنان والنّطاق البطريركيّ والانتشار المارونيّ.

ثمّ تحدّثت البروفيسورة ثريا بشعلاني بإسم الخبراء واللّجنة المسكونيّة الاستراتيجيّة المواكبة للسّينودس، اعتبرت فيها أنّ هذه المسيرة المجمعيّة تأتي للتّأكيد على أنّ كلمة الفصل النّهائيّة هي لسيّد الحياة ومعطيها وعلى انتصار الحياة على الموت وهذا ما يقتضي تمييزًا لعلامات الرّوح القدس وما يقوله لنا اليوم عبر دعوة المرأة ورسالتها، في سبيل الحياة لكلّ الإنسانيّة والخليقة.

بعدها ألقى المطران بيتر كرم كلمة شدّد فيها على دور المرأة في المجتمع والكنيسة، موجّهًا تحيّة إلى لجنة السّينودس الّتي أولته مهمّة عرض مخطّط تمهيديّ لأعمالها في خلال انعقاد سينودس مجلس الأساقفة في العام ٢٠٢٣ لافتًا إلى أنّ هذه اللّجنة تتألّف من خبراء أكاديميّين من فروع واختصاصات مختلفة.

وإعتبر كرم أنّ أهمّيّة هذا السّينودس من حيث اختيار موضوعه وكيفيّة معالجته من خلال تسليط الضّوء على دور المراة في الكنيسة والمجتمع وأبعاده ومقاربته من زوايا مختلفة تستند على أفكار لاهوتيّة وفلسفيّة، إضافة إلى تعاليم الكنيسة وتقاليدها والدّراسات الاجتماعيّة والانتروبولوجيّة ودراسات المقارنة الدّينيّة والبيبليّة الّتي سيعمل عليها فريق الخبراء.

ورأى كرم أنّه في الوقت الّذي أحرز فيه تطبيق المساواة واحترام حقوق الإنسان تقدّمًا ملحوظًا في المنطقة إلّا أنّ عملاً وجهودًا كثيرة مطلوبة اليوم بهدف منع التّمييز والعنف والاستغلال ومساعدة المرأة على لعب الدّور الّذي خصّها به الله في المجتمع والكنيسة.

وأضاف كرم: "لا يمكن تحقيق المساواة إلّا بنبذ الأنماط التّقليديّة من المؤسّسات  الدّينيّة والاجتماعيّة. وهذا الاضطهاد الّذي لا تزال تعاني منه المرأة يرتكز على مفاهيم وتقاليد وتبريرات  دينيّة خاطئة يجب عدم تجاهلها بعد الآن لا بل الواجب مواجهتها. فالعنف المنتظم والتّمييز ضدّ المرأة تعاني منهم مجتمعات عدّة اليوم في منطقة الشّرق الأوسط."

وإختتم كرم: "وإدراكًا منها لدورها في تحقيق إرادة الله على الأرض تشجّع الكنيسة على نشر العدالة والمساواة بين خلق الله أجمعين. وانطلاقًا من دور المرأة في الكنيسة والمجتمع فإنّ تعاليم الكنيسة اللّاهوتيّة والكنسية شدّدت على هذا الدّور لاسيّما في التّوصيات الّتي أطلقتها في خلال انعقاد سينودس الأساقفة الموارنة هذا العام وجهودنا اليوم لن تبذل فقط لمتابعة أعمال هذا السّينودس وإنّما للتّعاون معًا والاستماع إلى بعضنا البعض واللّقاء مع بعضنا البعض وتفهّم بعضنا البعض والعمل معًا بهدف خلق مؤسّسات دينيّة واجتماعيّة يمثّل فيها الرّجل والمرأة انعكاسًا لصورة الله على الأرض."

وبدوره ألقى السّفير البابويّ المونسنيور جوزف سبيتري كلمة اعتبر فيها أنّ هذه المبادرة المجمعيّة، تأخذ بعين الاعتبار معطيات الواقع اللّبنانيّ، وترغب في فتح درب تفكير وعمل لصالح المرأة ليس فقط في المجتمع بل في الكنيسة أيضًا، وهي تحقّق الرّغبة الّتي صاغها قبل 25 عامًا البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني.

ثمّ كانت كلمة للبطريرك الرّاعي قال فيها: "يسعدني في هذا الوقت المقدّس أن نفتتح سويًّا السّينودس الخاصّ بالمرأة: حضورها دورها ورسالتها في الكنيسة والمجتمع. فالمرأة هي من صميم تدبير الله الخلاصيّ وانطلاقًا من هذا الحضور ننطلق مع السّينودس الخاصّ بها لكي نتابع قراءتنا ونعزّز حضورها في الكنيسة والمجتمع. ومعكم أحيّي كلّ امرأة بأيّ حالة هي موجودة فيها بدءًا من المرأة المرنّمة إلى المرأة الأمّ والأخت والمكرّسة والمتألّمة مرورًا بالمرأة المعلّمة والمربّية والملتزمة بالمجتمع والكنيسة، لكي نقول إنّه لا مكان يخلو من وجود المرأة لذلك هي من صميم تدبير الله الخلاصيّ، ونحن بدورنا نشكر الله على تدبيره وعلى سرّ محبّته، وجميعنا يعلم أنّه إن لم توجد المرأة في البيت فهو فارغ وإن لم تكن في الكنيسة أو في المجتمع فالأمر ذاته. معكم نفتتح اليوم هذا المؤتمر الخاصّ بالمرأة ونرافق بصلواتنا كلّ من يعمل فيه من خبراء وملتزمين وملتزمات سنصلّي كي يبارك الرّبّ عملهم ونحن بانتظار حزيران ٢٠٢٣ لنحصد ثمار هذا السّينودس ونتائجه وتوجيهاته وتوصياته كي نبدأ فورًا بتطبيقها."

وإختتم قائلاً: "معكم أشكر القيّمين على كلّ التّعب والجهد الّذي يبذلونه من دون حساب، فهذه هي المرأة الّتي أعطت دائمًا ومن دون حساب ليلاً ونهارًا، والشّكر الأكبر لأمّنا مريم العذراء مثال كلّ امرأة في الكنيسة والمجتمع والعائلة."

وختامًا رفع البطريرك الرّاعي صلاة خاصّة على نيّة المرأة مع المشاركين.