صحّة
27 نيسان 2021, 06:50

إطلاق استراتيجيّة تطعيم لتعويض المكاسب المفقودة بسبب كوفيد-19 ضدّ الأمراض التي يمكن تجنّبها

الأمم المتّحدة
تطلق منظمة الصحة العالمية واليونيسف وتحالف غافي للقاحات استراتيجية تحصين عالمية جديدة لإنقاذ أكثر من 50 مليون شخص يفوّتون التطعيم ضد أمراض مثل الحصبة والحمى الصفراء والدفتيريا، بشكل أساسي بسبب جائحة كوفيد-19.

وتركز استراتيجية "أجندة التحصين 2030" على التطعيم طوال الحياة - من الطفولة حتى المراهقة والشيخوخة - لتجنّب ما يقدّر بنحو 50 مليون وفاة بحسب منظمة الصحة العالمية – 70 في المائة منها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وفي أسبوع التمنيع العالمي، سلّطت منظمة الصحة العالميّة واليونيسف وتحالف غافي للقاحات على الحاجة العاجلة إلى تجديد الالتزام العالمي لتحسين الوصول إلى التطعيم واستهلاكه.

وأشار بيان مشترك إلى أنه فيما بدأت خدمات التطعيم بالتعافي من الاضطرابات الناجمة عن كـوفيد-19، لا يزال ملايين الأطفال عرضة للإصابة بأمراض مميتة.

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "إذا أردنا تجنّب تفشّي الأمراض التي تهدّد الحياة مثل الحصبة والحمى الصفراء والدفتيريا، يجب أن نضمن حماية خدمات التطعيم الروتينيّة في كل بلد في العالم".

 

228 مليون شخص في خطر

وجدت دراسة استقصائية لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلث البلدان المستجيبة (37 في المائة) أبلغت عن معاناتها من اضطرابات في خدمات التحصين الروتينية.

كما تعطّلت خدمات التحصين الجماعية. فبحسب معطيات جديدة، تم إرجاء 60 من تلك الحملات المنقذة للحياة حاليًّا في 50 دولة، مما يضع حوالي 228 مليون شخص – معظمهم من الأطفال – في خطر الإصابة بأمراض مثل الحصبة والحمى الصفراء وشلل الأطفال.

وأكثر من نصف الدول الـ 50 المتأثرة هي في أفريقيا، "مما يسلّط الضوء على أوجه عدم المساواة التي طال أمدها في وصول الناس إلى خدمات التحصين المهمة" بحسب البيان.

بسبب الاضطرابات في بداية جائحة كوفيد-19، قدّمت اليونيسف 2.01 مليار جرعة لقاح في عام 2020، مقارنة بـ 2.29 مليار في عام 2019.

وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف: "حتى قبل الجائحة، كانت هناك علامات مقلقة على أننا بدأنا نفقد مكاسبنا في مكافحة أمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها، 20 مليون طفل يفقدون بالفعل التطعيمات المهمة".

ومن الأكثر تضرّرًا حملات التحصين ضدّ الحصبة، وهي من أكثر الأمراض المعدية ويمكن أن تؤدي إلى تفشي المرض على نطاق واسع في المناطق التي لم يتلق الناس فيها التطعيم. وتمثّل حملات الحصبة 23 من الحملات المؤجلة وقد أثرت على ما يُقدّر بنحو 140 مليون شخص.

وأضافت السيّدة فور تقول إن الجائحة أدت إلى تفاقم الوضع السيئ، حيث تسبّبت في عدم تحصين ملايين آخرين من الأطفال. "الآن بعد أن أصبحت اللقاحات حاضرة في أذهان الجميع، يجب علينا الحفاظ على هذه الطاقة لمساعدة كل طفل على تعويض الحصبة وشلل الأطفال واللقاحات الأخرى. ليس لدينا وقت لنضيّعه، فقدان المكتسبات يعني خسارة الأروح".

 

تأثير تفويت اللقاح

 نتيجة للثغرات في تغطية التطعيم، تم الإبلاغ مؤخرًا عن فاشيات خطيرة لمرض الحصبة في بلدان من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان واليمن، ومن المحتمل أن تحدث في أماكن أخرى حيث تفوت أعداد متزايدة من الأطفال اللقاحات المنقذة للحياة، بحسب الوكالات. وتحدث هذه الفاشيات في أماكن فيها صراعات وانقطاع الخدمة بسبب تدابير الاستجابة المستمرة لكوفيد-19.

وقال د. سيث بيركلي، مدير غافي: "من المحتمل أن يفقد ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم اللقاحات الأساسية لأن الجائحة تهدّد بتفكيك عقدين من التقدم في التّحصين الروتيني".

وتشمل الأهداف التي من المؤمل تحقيقها بحلول عام 2030: تحقيق تغطية بنسبة 90 في المائة من اللقاحات الأساسية التي تُعطى في مرحلة الطفولة والمراهقة؛ وخفض عدد الأطفال الذين لا يحصلون على اللّقاحات بالكامل إلى النصف.

 

منافع اللقاحات

تقلّل اللّقاحات بشكل كبير من عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية.

تمنع اللّقاحات الإعاقة التي يمكن أن تضعف نمو الأطفال وتطوّرهم المعرفي.

تمنع اللّقاحات السرطانات المرتبطة بالعدوى وتحمي صحّة كبار السّن والضعفاء، مما يسمح للناس بالعيش حياة أطول وأكثر صحة.

تقلّل اللّقاحات من معدّلات العدوى، مما يقلّل من خطر انتقال المرض إلى الأقارب والمجتمع الأوسع.

اللّقاحات التي يجب دفع ثمنها يكون لها تأثير "كارثي" على تمويل الأسرة مما قد يؤدي إلى إغراق الأسر في براثن الفقر، بحسب أجندة التحصين 2030.

ودعت الوكالات قادة العالم ومجتمع الصحة والتنمية العالمي إلى تقديم التزامات صريحة للأجندة 2030 والاستثمار في أنظمة تحصين أقوى.