إكتشاف أقدم حالة معروفة لـ "مرض تصخر العظام" في رفات من العصر الحديدي
ويعرف تصخر العظام بأنه اضطراب وراثي نادر يؤدي إلى تصلب عظام الشخص وتصبح أكثر كثافة، ما يجعلها أكثر عرضة للكسر.
ويمكن تصنيف المرض إلى أنواع مختلفة، اعتمادا على نمط الوراثة، حيث تكون النسخة السائدة وراثيا أكثر اعتدالا والنسخة المتنحية شديدة.
ويحدث النوع الأول اليوم في واحد إلى تسعة من كل 100 ألف ولادة، والأخيرة تحدث في كل 200 ألف مولود.
وقام الباحثون من ألمانيا بتحليل رفات رجل توفي في العشرينات من عمره يبلغ طولها خمسة أقدام (1.5 متر)، اكتشفت في بلدة مالك التابعة لمحافظة كورتشي في ألبانيا، عام 1963.
ووجدوا علامات كلاسيكية للاضطراب، وتحديدا نسخة من النوع المهيمن وراثيا، مع تصلب العظام ودليلا على حدوث كسر وتشوه.
ومن غير الواضح بالضبط كيف كانت حالة الرجل تؤثر على حياته، على الرغم من أن الفريق قال إن ذلك من المحتمل أنه قيد قدراته البدنية.
ويسبق الهيكل العظمي، الذي تم تأريخه بالكربون المشع حوالي 4620-4456 قبل الميلاد، أقدم حالة معروفة من مرض تصخر العظام التي تعود إلى 4800 عام.
وعلاوة على ذلك، وجد الفريق أن حالة الرجل هي نفسها تماما مثل حالات المرض السائدة التي نراها اليوم. ويشير هذا الاستقرار في المرض إلى أنه من غير المرجح أن يتغير في المستقبل.
وقام الفريق بتحليل بقايا الرجل، والتي تضمنت عظام العضد (أعلى الذراع) وجزءا من نصف القطر (أحد عظام أسفل الذراع) وعظم الفخذ، تحت الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب (CT) أيضا أسفل المجهر.
وكشفت جميع التحليلات عن العلامات المميزة لمرض العظام الرخامي، حيث تكون جميع العظام ثقيلة بشكل غير عادي وتتميز بدليل على تصلب الأنسجة، ومحو تجويف النخاع.
ووجد الفريق أيضا دليلا في إحدى عضلات العضد على ما يشتبهون في أنه إما كسر ناتج عن انحناء العظام وتشققها، أو ربما تشوها كنتيجة مباشرة لمرض العظام الرخامي.
وتوفر النتائج للخبراء نظرة ثاقبة حول مدى ضآلة تغير هذا النوع من هشاشة العظام على مدى آلاف السنين، ما يشير إلى أنه سيظل مستقرا في المستقبل أيضا.
وأوضح الباحثون أن "السمات المرضية الموصوفة للمرضى الذين يعانون من تصخر العظام السائدة مماثلة لتلك الموصوفة لهذا الهيكل العظمي البالغ من العمر 6000 عام".
وكانت المورفولوجيا متطابقة على المستوى العياني والإشعاعي والمجهري، ما يشير إلى أن التعبير عن تصخر العظم السائد لم يتغير منذ آلاف السنين.