علوم
23 آذار 2021, 11:50

إكتشاف "مستوى مذهل" من الحياة المختبئة في قاع البحر بالقطب الجنوبي تحت حطام جبل جليدي!

روسيا اليوم
إكتشف علماء أنتاركتيكا عالمًا تحت الأرض يعجّ بالحياة في أعماق الجرف الجليدي Brunt، ونشروا أول الصور من قاع البحر الغامض.

وانفصلت كتلة ضخمة من الجليد عن القطب الجنوبي في أواخر فبراير من هذا العام، ما كشف عن بيئة مخبأة تحت الجليد على مدار الخمسين عامًا الماضية. وتُظهر لقطات القمر الصناعي الجبل الجليدي (A74) الذي تبلغ مساحته 490 ميلًا مربّعًا، ينفصل عن جرف Brunt الجليدي. وتمكن الباحثون على متن كاسحة الجليد الألمانية Polarstern، من الانزلاق إلى الفجوة بين الجبل الجليدي والقطب الجنوبي لإجراء أبحاثهم.

وصوّرت كاميراتهم في قاع البحر عالمًا رائعًا من الرخويات والإسفنج وشقائق النعمان ذات المظهر الفضائي.

وكانت المخلوقات تزدهر تحت غطاء جليدي يبلغ سمكه 490 قدمًا (150 مترًا).

وأعلن عن الاكتشافات الأسبوع الماضي، من قبل علماء من معهد "ألفريد فيغنر" ومركز "هيلمهولتز" للأبحاث القطبية والبحرية (AWI).

وقال الباحثون القطبيون في بيان: "الصور الأولى من قاع البحر تكشف عن مستوى مذهل من التنوع البيولوجي في منطقة غطاها الجليد السميك لعقود".

وتعرض إحدى الصور المذهلة شقائق النعمان البحرية متّصلة بصخرة في قاع البحر. وتتغذى هذه المخلوقات عادة على الأسماك الصغيرة.

وفي صورة أخرى، يمكن رؤية دودة البحر الوردية وهي تطرد خطًّا ملتفًا من "مسار البراز" بين مجموعة متناثرة من الصخور والشعاب المرجانية والإسفنج. ومعظم هذه الحيوانات تتغذى بالترشيح، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت تتغذى على بقايا الطحالب أو الجزيئات العضوية المحمولة على الجليد.

ووجد الباحثون أيضًا خمسة أنواع على الأقل من الأسماك واثنين من الحبار.

وجمع العلماء عينات من الرواسب من قاع البحر، ويعتقدون أنها ستوفر مزيدًا من التبصّر في النظام البيئي.

وعلى وجه الخصوص، يأمل الباحثون في معرفة المزيد حول كيفية استجابة القارة القطبية الجنوبية لتغير المناخ.

وقالت وزيرة البحوث الفدرالية الألمانية، أنيا كارليشيك: "إنها فرصة فريدة متاحة للباحثين على متن Polarstern لاستكشاف الصفيحة الجليدية في القطب الجنوبي. أنا ممتنة لطاقم سفينة Polarstern لتحملهم المصاعب والمخاطر المرتبطة بذلك. تقدم الأبحاث القطبية مساهمة حاسمة في تحسين فهم وتوقع تغير المناخ وعواقبه على كوكبنا. ونحن بحاجة إلى هذه المعرفة حتى نتمكن من اتخاذ تدابير مضادة فعالة ضد تغير المناخ".

وتأثر غرب أنتاركتيكا بشكل خاص بارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم، حيث لم يتعرض شرق القارة القطبية الجنوبية بعد للاحتباس الحراري.

ومع ذلك، تشير النماذج المناخية إلى أن درجات الحرارة ستبدأ في الارتفاع في شرق القارة القطبية الجنوبية هذا القرن.

ووفقًا لعلماء AWI، تفقد القارة القطبية الجنوبية الجليد بالفعل بمعدلات أعلى مما كانت عليه قبل عام 2021.

وقال الدكتور هارتموت هيلمر، عالم المحيطات الفيزيائي وقائد الرحلة الاستكشافية: "إنه لمن حسن الحظ للغاية أننا تمكنا من الاستجابة بمرونة واستكشاف حدث الولادة في Brunt بمثل هذه التفاصيل. ومع ذلك، أنا أكثر سعادة لأننا نجحنا في استبدال عدد من المراسي، والتي ستستمر في تسجيل البيانات الأولية حول درجة الحرارة والملوحة واتجاهات وسرعات تيار المحيط بمجرد مغادرتنا. وتشكل هذه البيانات أساس عمليات المحاكاة التي أجريناها لكيفية استجابة الغطاء الجليدي لتغير المناخ".