علوم
06 تشرين الأول 2021, 06:10

إكتشاف مفتاح محو الذكريات المؤلمة

تيلي لوميار/ نورسات
هل تحلم يومًا بالتخلّص من الذكريات المؤلمة التي قد تؤرقك وتحيل حياتك إلى جحيم؟ .. ربما يصبح ذلك ممكنًا بعد أن توصل باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية إلى اكتشاف المفتاح الذي يساعد على محو تلك الذكريات.

يعاني بعض الأشخاص من التذكر الدائم لبعض الذكريات المؤلمة، وهي الحالة التي تسمى بـ "إضطراب ما بعد الصدمة"، ولا يوجد علاج فعال حتى الآن لهذه الحالة. وتوصل الباحثون، إلى أن اختفاء بروتين يربط بين المستقبلات التي تحدد قوة الروابط بين الخلايا العصبية، يجعل من السهل استخدام علاج لمحو الذكريات المؤلمة، في حين أن وجوده يجعل هذا العلاج غير مجديًا.

وكان علماء أميركيون قد اكتشفوا في عام 2004، أنه إذا عولجت الحيوانات بعقار "بروبرانولول"، الذي يستخدم أساساً في علاج ارتفاع ضغط الدم، فإن هذا العلاج سمح لها بنسيان الصدمة المكتسبة، ومع ذلك، كان من الصعب على هؤلاء العلماء إعادة هذه النتائج، ما أدى إلى شكوك حول ما إذا كانت الذكريات قابلة للتعديل على الإطلاق.

وخلال دراسة جديدة تم تقديمها إلى مؤتمر جمعية علوم وعلاج اضطرابات الدماغ (ECNP) ،الذي بدأ في العاصمة البرتغالية "لشبونة" في2 أكتوبر 2021، أعلن باحثون من جامعة كامبريدج أن بروتين يسمى "شانك"، يربط بين المستقبلات التي تحدد قوة الروابط بين الخلايا العصبية، هو الذي يحدد ما إذا كان العلاج بعقار"بروبرانولول" فعالًا أم لا، فإذا تدهور هذا البروتين، تصبح الذكريات قابلة للتعديل، وإذا كان هذا البروتين موجودًا، فهذا يدل على أن الذكريات غير قابلة للتحلل. وتقول الدكتورة "آمي ميلتون"، الباحثة الرئيسية بالدراسة:" "لقد قمنا بتدريب الفئران على ربط آلة النقر بصدمة كهربائية خفيفة، لخلق ذاكرة خوف، ثم ذكرنا الفئران بهذه الذاكرة، وبعد هذا التذكير مباشرة، أعطينا حقنة من عقار بروبرانولول، ومع ذلك، لم نر فقدان الذاكرة الذي أبلغ عنه الباحثون الأميركيون سابقًا، ثم وجدنا أن فئران أخرى لم يكن لديها بروتين "شانك"، أصبح العلاج مجديًا معها، وهذا يعني أنه يمكن استخدام البروتين كمؤشر حيوي لإمكانية محو الذكريات المؤلمة".

وتضيف ميلتون: " رغم ما توصلنا له من نتائج، فإن علينا أن نتذكر أن هذا عمل حيواني، وأدمغة البشر أكثر تعقيدًا، ولكننا نعتقد أننا وضعنا يدنا على مفتاح لواحد من الأبواب الأولى في فهم الكيمياء الحيوية للذاكرة".

 

المصدر: National Geographic