ثقافة ومجتمع
08 كانون الثاني 2016, 09:58

إلى طفل سُرقت طفولته..

إلى من اغرورقت عيناه بدموع الحزن والألم..


 إلى من أطفأ الصّقيع نار حماسته وشقاوته..

 إلى من سطّر الجوع ملامح وجهه..

 إلى من اسودّت أحلامه برماد الرّصاص والقنابل..

.. إلى طفل الحرب.. عذراً!

عذراً لأننا أشحنا عيوننا عن معناتك..

عذراً لأننا لا نتذكّرك إلا عندما تخدم ذكراك مصالحنا السّياسية..

عذراً لأننا حوّلنا ساحات لهوك إلى متاريس..

عذراً لأننا أضفنا كلمة الخوف إلى قاموسك..

عذراً لأننا سرقنا لمعة البراءة من عينيك..

عذراً لأننا سمحنا لوحش الطمع فينا أن يسود عالمك فحوّلنا عالم الأحلام ذاك إلى كابوس تخاف العيش فيه..

عذراً لأن تشاؤم العالم كلّه لم يكفنا فارتأينا سلبك أمل الطفولة..

عذراً لأن دويّ حروبنا حوّل نغمات دقّات قلبك من نبضات يشعلها الدّفء إلى أخرى ترتجف خوفاُ وصقيعاً..

يا طفلاً سُلبت منه طفولته، يا حلماً اسوّدت أحلامه، يا أملاً شُوّهت آماله.. علّمنا كيف نبتسم برغم الصعوبات.. كيف نصلّي وسط ضوضاء الحياة..

علّمنا كيف نبحث عن الخير وسط كلّ شرّ وكيف نحبّ بالرّغم من كلّ حقد..

علّمنا أن الخيانة لا توجد إلا في قاموسنا.. وأن المسامحة رمز لبراءة الأطفال..

أيها الطفل الصّغير علّمنا أن نحيي الطفل الذي فينا لنبتعد عن عالم الكبار علّنا نطفئ نار الحروب وننعم ولو للحظة بجنة السّلام.. فنرى العالم ببراءة عينيك!