لبنان
01 كانون الأول 2025, 18:40

إليكم كلمة الشّيخ علي قدور من ساحة الشّهداء!

تيلي لوميار/ نورسات
في اللّقاء المسكونيّ وبين الأديان الّذي أقيم في بيروت لمناسبة زيارة البابا لاون الرّابع عشر، ألقى رئيس المجلس الإسلاميّ العلويّ الشّيخ علي قدور كلمة قال فيها:

"يشرّفنا في المجلس الإسلامي العلوي أن نعبر، ببالغ السرور والمحبّة عن تقديرنا العميق لقداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر ، وأن نرفع إلى قداسته أسمى آيات الترحيب والتقدير بمناسبةزيارته المباركة إلى لبنان؛ هذا البلد الذي شاءت حكمة الله أن يكون ملتقى الأديان، وواحةً للحوار،وجسرًا بين الشرق والغرب، وحاضنًا لتنوع ثقافي وروحي يشكّل ثروةً إنسانية نفخر بها جميعًا، وفضاءً رحبًا للتلاقي بين أبناء الديانات والثقافات ، وهو بفضل هذه الخصائص استحق أن يكون لبنان (الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قال عن لبنان أنه : " أكثر من وطن إنّه رسالة حرّية وعيش مشترك" إن حضور قداستكم بيننا اليوم ليس حدثًا بروتوكوليًا أو زيارة ظرفية، بل نعتبرها (رسالة رجاء) إلى اللبنانيين جميعًا، ورسالة تأكيد على أنّ لبنان، رغم ما يمرّ به من محن ما زال قادرًا على النهوض برسالته، وعلى استعادة دوره في إشعاع القيم الروحية والإنسانية التي تجمع ولا تفرّق وتبني ولا تهدم.

وإنّ المجلس الإسلامي العلوي، وهو جزء أصيل من النسيج الوطني اللبناني، يرى في هذه الزيارة دعمًا لكل صوت يدعو إلى الإخاء، وإلى صون كرامة الإنسان، وإلى تجاوز الجراح والانقسامات التي أثقلت وطننا وشعبنا.

نحن نؤمن جميعا ، بأن الإنسان هو القيمة العليا، وأن الأوطان تُبنى بالتلاقي لا بالتصادم وبالشراكة لا بالإقصاء، وبالاحترام المتبادل لا بالنزاع.

وإذ نرحب بقداستكم بين أبنائكم في لبنان، نعلن وقوفنا إلى جانب كل مبادرة تُعزّز الاستقرار،
الأمل في القلوب، وتشجع اللبنانيين على الحوار والتفاهم ، وعلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر إن صوتكم، هو صوت الحق والخير ، وإن صدى حضوركم يتجاوز حدود المكان ليبلغ كل إنسان
يتطلّع إلى غدٍ أفضل، وإلى وطن مستقرّ ، وإلى شرق ينعم بالسلام.

وفي الختام، نتقدّم من قداستكم بالشكر العميق على تخصيص لبنان بهذه الزيارة التاريخية، سائلين الله أن تكون فاتحة خير وبركة، ومحطة مضيئة تعيد إلى لبنان دوره الذي استودعه الله إياه دور الرسالة، ودور المحبّة، ودور الإنسان.

عشتم، عاش لبنان."