متفرّقات
24 آذار 2022, 14:42

إنطلاق أعمال مؤتمر "مسار حقوق الإنسان بين التّطرف والسّلام" في نقابة المحامين - طرابلس

تيلي لوميار/ نورسات
إنطلقت أعمال اليوم الأول من مؤتمر "مسار حقوق الإنسان بين التّطرف والسّلام" التي أقامته الجمعيّة اللّبنانيّة الخيريّة للإصلاح والتّأهيل بالشّراكة مع أكاديميّة الأمين الدوليّة والمجلس النّوعيّ للعمل التّطوعيّ والمشاركة المجتمعيّة في قاعة ورش العمل بنقابة المحامين - طرابلس بحضور فعاليّات من مختلف المجالات .

بعد النّشيد الوطنيّ، ألقت الإعلاميّة ليا عادل معماري كلمة الافتتاح قالت فيها:

"لطالما كان التّطرف مع الأسف واقعًا، يتّخذ أشكالًا مختلفة على مرّ العصور، لكن التّطرف المعاصر أضحى يوجّه ضرباته على نطاق مختلف، وليس بوسع أي بلد أن يزعم امتلاك المناعة منه، فقد بات يهدّد السّلام والأمن والتنمية بشكل لم يسبق له مثيل. لذلك أخذت الجمعيّة اللّبنانيّة الخيريّة للإصلاح والتّأهيل في لبنان هذه القضيّة وتبنّتها من خلال هذا المؤتمر في سبيل أن نأخذ على أنفسنا بالتّسامح، وأن نعيش معًا في سلام، لذلك، لا بد من أن تكون شعاراتنا هي الوحدة والتّضامن والتّعاون وأن يفضي هذا المؤتمر إلى توصيات تقف سدًّا منيعًا بوجه التّطرف".

من ثم، ألقى القاضي فادي العنيسي كلمة وزير العدل هنري خوري ممّا جاء فيها:

"إنّ عنوان المؤتمر جميل يجمع بين ضدّين أو نقيضين لا يلتقيان في أيّ زمان أو مكان، إنّ التّطرف ظاهرة عالميّة تضرب المجتمعات كافّة وآخرها من دون أدنى شك هو التّطرف الدّيني، وأسباب كثيرة منها الفقر، الظلم، الأزمات السّياسيّة، المشاكل الاجتماعية، الإنهيار المالي، ولسوء الحظ هذه التّوليفة حاضرة في لبنان أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك، يجب أخذ أقصى درجات التّنبّه على مستويين. المستوى الأول ذو طابع استباقيّ لمنع نشوئه أو على الأقل منع انتشاره وتفشّيه، وهنا يبرز دور رجال الدّين ووسائل الإعلام وناشطيّ المجتمع المدني. أمّا المستوى الثّاني فذو طابع ردعيّ لمكافحته قانونًا في إطار تكامل الأدوار بين الأجهزة الأمنيّة والقضاء والعمل تحت سقف القانون مع احترام أسس حقوق الإنسان وأهمّها الحقّ في محاكمات عادلة وعدم إبقاء التَوقيف الاحتياطيّ إلى ما شاء الله".

بعد ذلك، كانت كلمة لرئيسة الجمعيّة اللّبنانيّة الخيريّة للإصلاح والتّأهيل فاطمة بدرا قالت فيها:

"إنّنا نأتمر  في قصر العدل في طرابلس العلم والعلماء تحت عنوان "مسار حقوق الإنسان بين التّطرف والسّلام" لنقف معًا وقفة شامخة يعلوها الحقّ ويخدمها العلم ليرقى بنيان الرّبّ مكرّمًا في إنسانيته، معظّمًا في حقوقه، نبراسًا في شعاره، متراسًا في معركة نضاله، متعاوننًا في سبيل قضيته، متعاطفًا مع بني جلدته، لا مرغمًا ولا مغرمًا، الأصالة تظلّله، والحرّيّة تقيه عبوديّته، ومشعل الصّواب ينير درب وصاله.

إنّ انعقاد مؤتمركم أيّتها السّيّدات السّادة في ظلّ الأجواء الملبّدة بكلّ سيء يحمل في طيّاته بشرى الأمل بأنّ ميراث الخيريّة لازالت ورثته بخير، فبكم ومعكم سنكتب للتّاريخ شرف التّجربة ونجاحها بأنّ البيئة التي تمّت صباغتها بالشّرّ من رحمها سينتشر الخير للعالم.

إنّ مسار حقوق الإنسان قد مرّ بأوقات عصيبة قبل أن تتبلور مفاهيمه ويصبح لها قانون دولي يرعاها، فحقوق الإنسان التي أقرّتها الأديان والأعراف والقوانين المحلّيّة والأمميّة، من حقوق شخصيّة، اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة لا زالت تفتقر إلى الوسائل العمليّة والتّطبيقيّة في الكثير من الجوانب التي سنرتشف معكم أيّها المؤتمرون كاسات التّجارب التي مرّت بها ودور كلّ واحد فينا في تأصيل هذه الحقوق ونقلها من أسطر الكتاب إلى واقع التّطبيق .

السّيّدات والسّادة، إنّ التّعاطف الإنسانيّ حيال قضايا حقوق الإنسان تخضع في كثير من الأحيان إلى مزاجيّة المصلحة، ففي بلد يسقط طفل في بئر يجتمع العالم على انقاذه وهذا أمر جيّد، نرى في وقت آخر آلاف الأطفال بدون مأوى أو مأكل أو مشرب أو حتّى يتمّ استخدامه في الحروب ولا من يحرّك ساكنًا. وبالتّالي، إنّ حقوق الإنسان ليست منّة من أحد على أحد، فخالق النّاس أجمعين قد وهبهم الحرّيّة والسّلامة وجعل الحقوق بينهم على بعضهم البعض، مقابل تأدية الواجب."

واختتمت: "إنّ الجمعيّة اللّبنانيّة الخيريّة للإصلاح والتّأهيل، تريد معكم أن تحدث خرقًا في جدار التّعامي عن إعطاء الحقوق لأصحابها، لنصل معًا إلى التّعافي الحقيقيّ الذي يستطيع فيه كلّ مواطن أن يرتدي ثوب الحقّ وهو مزهو به".

بعد تلاوة الكلمات، أقيمت جلستان بعناوين عانقت المؤتمر بأبعاده كافّةً حيث ترأس الجلسة الأولى عضو المجلس الإسلاميّ الشّرعيّ الأعلى الدكتور أحمد الأمين حاضر فيها ممثّل دار الفتوى في الشّمال الدكتور حسام سباط بعنوان "دور الإسلام والمسيحيّة في تعزيز حقوق الإنسان.

أما الجلسة الثّانية فترأسها نقيب المحامين السّابق في الشّمال الأستاذ محمد المراد، وحاضر فيها كلّ من قاضي التّحقيق في الشّمال جوسلين متى، مدير كلّيّة الحقوق - الفرع الثّالث في الجامعة اللّبنانيّة الدكتور خالد الخير بعنوان "مسار العدالة بين مطرقة التّطرف وقرار السّلام".

في ختام كلّ جلسة، أقيم نقاش دار بين المحاضرين والحضور حول قضايا حقوق الإنسان وتحقيق العدالة.