إنعقاد مريم أم ومربية المؤتمر الثاني للجماعات المريمية الشرق اوسطية في لبنان
بداية صلاة من وحي المناسبة تلاها المطران الحاج، ثم كلمة لعريفة الحفل ميشلين الكاتبة، اشارت فيها الى ما لمريم "من اهمية في الحياة البشرية"، لافتة الى "انها - اي مريم - مثال للتفاعل الحضاري والحوار بين الاديان والشعوب، وحاملة رسالة حب وسلطانة الخليقة بأسرها".
انطون
من جهته، مدير مركز الدراسات المريمية الاب عبدو انطون، اشار الى "اهمية اللقاء"، لافتا الى انه "الاول وضم في حينها ما يقارب 14 جماعة مريمية علمانية ورهبانية تحمل اسم العذراء مريم، ومن بينها جماعات اسلامية - مسيحية / ما زادنا قناعة ان مريم العذراء قاسم مشترك، لا غنى عنه، نعمل من خلالها على وحدتنا، فنعود اليها لايجاد المثل العليا لتصرفاتنا والحلول الناجعة لاسئلتنا".
اضاف: "نعلم جيدا ان الكنيسة، المحلية والجامعة، وذوي الارادات الطيبة والمنفتحة، يشجعون على الحوار بين الاديان، واللقاء المسيحي - الاسلامي الذي تم في روما من 11 الى 13 تشرين الثاني 2014 شجع على ذلك، مركزا على "التربية بين الشبيبة وفي العائلة والمدرسة والجامعة والكنيسة والجامع على مبدأ احترام الاخر والتعمق في معرفته والفهم المتبادل لخوصيته"، ومشددين على "ضرورة ان يقود الحوار الى الاعمال، خصوصا لدى الشبيبة من اجل العيش معا، ولأن الحوار الجاد يعمل على تقريب وجهات النظر، وكوننا نؤمن ان مريم هي تلك القوة المغيرة لانها، بسر التجسد للكلمة الالهي، الذي يقر به القرآن والانجيل، قد جلبت على الارض سعادة سماوية".
اما المطران الحاج فقد نقل عن البطريرك الراعي "تثمينه عاليا اجتماعكم هذا، واعماله البناءة"، متمنيا "لكل واحد منكم ان يكبر يآلايمان والحكمة والنعمة بين يدي مريم الام والمربية"، وان تعودوا من هنا "اكثر اقتناعا بحمل قضية يسوع المسيح، في هذا الوطن، وفي هذا الشرق".
اضاف: "روحانية مريم تربي فينا اولا الحرية من خلال الطاعة الكاملة لكلمة الله - كما قالت مريم في حضرة جبرائيل، حامل الكلمة - نعم كاملة للكلمة الالهي، فعلمتنا بذلك ان الحرية البشرية تبلغ اقصى مداها بالطاعة التامة للرب: "انا حر بقدر ما يتوافق عملي مع ارادة الرب فيقوى الايمان، ويزداد اصالة واقداما وجرأة، في الطاعة الكاملة ينجذب المؤمن بكل قواه الى الرب"، معتبرا ان "الروحانية المريمية تربي فينا ايضا الالفة الكاملة مع يسوع والعلاقة الجد حميمة معه، انها حميمية الام مع طفلها، فتخلق فيها انس عاطفي فريد جعل من يسوع موضوع حبها المطلق من البشارة حتى الصليب، ومن الولادة حتى القيامة، انه اتحاد مريم الكامل بيسوع وبعمله الخلاصي، من هنا تنبع امومتها لنا، ومنها الفتها الرسولية مع الكنيسة، وتعلمنا ايضا ان العلاقة الحميمة بين المؤمن والمسيح تبلغ ذروتها بتناول الافخارستيا اذ نسمع يسوع يردد دون تعب: "انا خبز الحياة .. من اكل من هذا الخبز يحيا الى الابد ... والخبز الذي اعطيه هو جسدي .. من اكل جسدي وشرب دمي يثبت هو فيا وانا فيه".
وتابع: "وتربي فينا روحانية مريم الوفاء حتى النهاية للرب كما تربي فينا ايضا للايمان وتنمي الرجاء، وتقوي المحبة وتتعهد الفضيلة فنزداد نعمة على نعمة، وهذا ما نسميه التنشئة المسيحية او خدمة المحبة، فسيروا ايها الاحبة سيرة المسيح الذي احبنا وصحى بنفسه من اجلنا قربانا وذبيحة لله طيبة الرائحة".
وختم بالدعوة في "هذه السنة المقدسة - يوصينا البابا فرنسيس - ان نجعل فيها اعمال رحمة جسدية وروحية، حتى تبلغوا مع المختارين الكمال النهائي، وتجددوا مع مريم الحاضنة لكم بأمومتها والمشاركة في تربية نعمة الخلاص فيكم".
وتخلل اللقاء شريط وثائقي للجمعيات المشاركة في المؤتمر الذي ينعقد يومي الجمعة والسبت في 27 و 28 الحالي.
المصدر : الوطنية - بيروت