ثقافة ومجتمع
03 تموز 2018, 13:00

إهمال وأمن متفلّت.. فضحيّة!

ماريلين صليبي
"قتل الطّفل بهاء زياد حليحل، ابن الـ١٢ سنة في بعلبك، أثناء اللّعب بمسدّس والده، إذ أصيب برصاصة في قلبه مفارقًا الحياة فورًا".

 

"إصابة الطّفلة رازان حدارة، ابنة الـ٩ سنوات في عكار، أثناء اللّعب أمام منزلها، جرّاء رصاص مجهول المصدر على خلفيّة نتائج الامتحانات الرّسميّة".

"إشكال بين الشّاب ع. م. ورئيس بلديّة في البقاع الغربيّ، ما دفع بسائق الرّئيس إلى إطلاق النّار وإصابة الرّجل في رجله".

 

هي أخبار مُرّة طبعًا انتشلها القلم من أرشيف حالات الإصابات النّاتجة عن إطلاق النّار عشوائيًّا أو عن قصد، هي حالات نابعة عن ماضٍ ليس ببعيد، تُذكّر بآلاف الحالات الأخرى التي يشهدها لبنان بسبب التّفلّت الأمنيّ.

قد يختلف الخبران الأوّلان عن الثّالث، فالبداية تعكس خطورة السّلاح المتفلّت العشوائيّ النّاتج عن الإهمال في وقت يدلّ الخبر الأخير على تدهور مجتمعاتنا صوب العنف في أقصى درجاته.

سؤالان يُطرحان هنا: أين الأهل؟ وأين الدّولة؟

قد يحمل الأهل ورغم تعاسة موقفهم لفقدانهم طفلًا لهم جزءًا من المسؤوليّة. أيُسمح ترك الأطفال "يلعبون" بسلاح أبيهم؟ أهذا الجهاز الخطر والمخيف لعبة أصلًا؟ ألا يجدر بكم إخراج السّلاح من المنزل أو زجّه في خزانة مقفلة أو على الأقلّ إفراغه من الرّصاص؟ أين أنتم من التّنبّه والملاحقة والملاحظة؟ 

الإهمال انتصر اليوم في بعلبك وانتصر سابقًا في مناطق أخرى، فغاب أطفال في ربيع العمر من دنيا تنتظر أحلامهم وآمالهم.

أمّا أنت يا دولتنا العزيزة، فلك اليد في ما يحصل داخل مجتمعاتنا. أيجوز ترك من ابتهج بنجاح ابنته وأسفر خسارة لابنة أخرى حرًّا؟ أين تضييق الشّروط لحاملي السّلاح أو سحب التّراخيص منهم أو معاقبتهم؟ أين أنت من أمن متفلّت تمامًا بات فيه الحوار غائبًا والقتل عاديًّا والغضب شرارة تُشرّع إطلاق النّار عشوائيًّا وإسقاط القتلى؟

أطفالنا الأبرياء وشبابنا ليسوا مادّة دسمة لتفريغ خراطيش البطش في قلوبهم البريئة، فلنرفع الصّوت في وجه الإهمال أوّلًا والأمن ثانيًا علّنا نخفّف سيل الدّماء.