الكنيسة في المشرق
16 نيسان 2024, 10:15

كاتدرائية ڤانك الأرمنيّة الأرثوذكسيّة في أصفهان بإيران (القرن الحادي عشر)

تيلي لوميار/ نورسات
كنيسة أرمنيّة رسوليّة تاريخيّة تعود إلى عصر السلالة الصفويّة، وتقع في حيّ جلفا المسيحيّ الأرمنيّ في مدينة أصفهان.

تعتبر كاتدرائيّة ڤانك الأرمنيّة الإرثوذكسيّة في أصفهان أحد أبرز الكنوز الفنيّة المسيحيّة الأرمنيّة التي تمّ تشييدها في عصر شاه عبّاس الثاني، الملك الصفويّ الكبير (1043-1078).

طرازها مزيج رائع يجمع بين العمارة الإيرانيّة والإسلاميّة والأوروبيّة. هي ليست مكانًا للعبادة وتدريب الرهبان فحسب، بل تُعدّ محورًا أساسيًّا للتواصل بين الأرمن الساكنين في أصفهان مع إخوتهم في العالم.

يرتفع عند مدخل الكنيسة برجٌ عالٍ يُسمّى برجَ الساعة. بعد عبوره، يرتفع برجٌ جميلٌ آخر يُدعى برجَ الناقوس، في جواره تقف تماثيل أربعة لجهابذة الشعروالاختراع المسيحيّين في تلك الفترة.

تُصنَّف كاتدرائيّة ڤانك الأرمنيّة الأرثوذكسيّة أكثر الكنائس المشيّدة في إيران قِدمًا وأوفرها جمالًا. فيها بعضٌ من بين أزهى الزخارف المعماريّة والتصميمات الهندسيّة وأروعها فيها التذهيب والرسوم التاريخيّة الباهرة و أعمال التجصيص بالإضافة الى النقوش الملوّنة بالألوان الزاهية والصور المطليّة بالذهب واللوحات الجداريّة و الزخارف القاشانيّة طبقاً للطرازات الإيرانية العريقة أو الصور بغاية الجمال المستوحاة من حياة السيّد المسيح والتي تأثّرت بالأسلوب الإيطاليّ الأنيق. ذروة الزخارف و التزيينات تشاهد في سقف المصلّى الأصليّ وسطوح القبّة الداخليّة  تزيّنت بصور رائعة من قصّة خلق آدم وحوّاء، وطردهما من الجنّة بحسب الكتاب المقدّس، فضلًا عن المحراب النفيس المُشيّد في القبّة نصف المُثمَّنة وهيكل الكاهن.  

في الكاتدرائيّة متحفٌ يحتوي على آثار رائعة و مخطوطات، كما تضمّ مكتبتُه كتبًا قيِّمة لدراسة اللغة والفنون الأرمنيّة.