متفرّقات
03 آب 2021, 05:11

اتحاد أورا عشيّة 4 آب: أرواح الشهداء ضمانتنا... "لا تياسوا ولا تفقدوا روحكم"

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت، أصدر اتحاد أورا بيانًا جاء فيه:

عام كامل يمر على انفجار 4 آب والحقيقة لم تظهر بعد.

 عام بأيامه ولياليه مرّ  ودماء الشهداء تصرخ طلبًا للعدالة وﻻ من يلبّي.

عام والشهداء اﻷحياء يلملمون أشلاءهم وﻻ من يبلسم جراحهم باعتراف أو حتى بسؤال أو اعتذار.

عام وأهالي الشهداء والمصابين يبحثون عن حقهم بمعرفة المسؤولين عن فاجعتهم، وﻻ من يشفي غليلهم.

عام مرّ على جريمة العصر  والمسؤولون غائبون عن السمع، وكأنّ أقوى تفجير بعد قنبلة هيروشيما لم يزلزل بيروت ولم يطح بنصفها، مخلّفا أكثر من مئتي شهيد وآﻻف المصابين والمشرّدين.

الرابع من آب تاريخ اغتيال عاصمة وشعب، وغياب العدالة جعله تاريخ ذلّ  يضاف إلى  سلسلة الذلّ اليومي التي تخنق الناس في زمن الانهيار الشامل، وتاريخ عار لجميع المسؤولين في ما تبقّى من دولة لبنان.  

تاريخ ظلم وظلام يطغى على العتمة التي يغرق فيها الشعب، وتزيده ظلمة وظلامة عتمة القلوب والضمائر لمن يفترض بهم أن يكونوا مسؤولين عن مصير الوطن والشعب.

الرابع من آب تاريخ يختصر كل المآسي التي عاناها شعب لبنان، حتى في أحلك أيام الحرب، ويجسّد قمّة الإهمال والاستهتار بحياة الناس، وقمّة اللامسؤولية في ممارسة الحكام  لواجباتهم، اذ  حوّلوا السلطة إلى تسلّط، والمسؤولية العامة إلى ملك خاص، لتمرير الصفقات والمصالح الشخصية. وفوق هذا كلّه نراهم يقمعون الشعب اذا ما اعترض أو صرخ مطالبًا بأبسط حقوقه في العيش الكريم، وخير مثال على ذلك هو قمع التظاهرات التي شملت كل لبنان احتجاجًا على الوضع المعيشي المنهار، وقمع أهالي  شهداء الرابع من آب خلال التّجمّعات المطالبة بالحقّ والعدالة،  وكأننا في نظام بوليسي المطلوب فيه من الناس أن يموتوا بصمت حتى من دون إطلاق صرخة وجع...!

وأمام هذا الواقع المرّ  يطلق اتحاد أورا (الذي يضم الجمعيات الأربعة: الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (اوسيب لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية (اوليب)، نبض الشباب (GroAct)) النداء التالي:

أوﻻ:

يستصرخ اتحاد أورا الذي يضم ما تبقى من ضمائر المسؤولين لتحقيق ما يلي قبل فوات اﻷوان:

-العمل بأقصى سرعة لكشف الحقيقة الكاملة لانفجار الرابع من آب.، ورفع اليد عن القضاء الحر والنزيه والكفوء في لبنان، لتمكينه من تحقيق العدالة الكاملة، سعيًا إلى تحديد المسؤوليات بكل شفافية وشجاعة، وتحقيق المحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة.

-التعويض ﻷهالي الشهداء والمصابين والمنكوبين في بيوتهم وأملاكهم، وإنشاء صندوق خاص لإعادة الإعمار دعم المؤسسات المتضرّرة لمساعدتها على النهوض واستئناف أعمالها.

إنّ النقاط المذكورة هي أبسط واجبات المسؤولين أمام هول الفاجعة، وهي  كفيلة اذا ما تحقّقت بشفاء بعض من غليل أهالي الضحايا والمنكوبين،  وبردّ بعض اﻷمل إلى قلوب اللبنانيين الرازحين تحت أثقل اﻷحمال وأصعب الظروف.

 

ثانيا:

-ﻻ يسع اتحاد أورا وهو يستذكر ذكرى الانفجار اﻷليم، إﻻ أن يوجّه تحيّة إجلال إلى أرواح جميع الشهداء الذين أصبح حقهم مسؤوليتنا وضمانتنا للاستمرار في النضال، وبينهم العشرات ممّن تعاونوا أو تدربوا مع لابورا، بالاضافة إلى شهداء الجيش وفوج إطفاء بيروت الذين سقطوا شهداء الواجب.  

-تحيّة احترام وتقدير للدفاع المدني والصليب الأحمر وكل الجمعيات والمنظمات التي شاركت في أعمال الإغاثة والإسعاف وكل أنواع المساعدة.

-تحيّة تقدير واحترام إلى كلّ الشعب اللبناني وبخاصّة الشّباب الذين نزلوا باللحم الحي لإسعاف المصابين، وبالرفوش والمكانس لرفع اﻷنقاض، مقدّمين بذلك أرقى مثال على التعاون والتعاضد والمحبة والأخوة.

 

ثالثا:

يتوجّه اتحاد أورا بالتهنئة إلى الجيش اللبناني في عيده، محييًا إيّاه على جهوده بعيد الانفجار  وعلى تضحياته في جميع الظروف ليبقى الضمانة الوحيدة للحفاظ على اﻷمن والاستقرار في أصعب المراحل التي يمرّ بها لبنان. وفي عيد الجيش يهنىء اتحاد أورا كذلك الضباط الجدد الذين انضموا إلى صفوفه في الأول من آب، وعددهم 157 ضابطًا.

 

رابعا:

وأخيرًا وليس آخرًا، يردّد اتحاد أورا صرخة قداسة البابا فرنسيس إلى المسؤولين اللبنانيين خلال لقائه في ١ تموز الماضي مع المرجعيّات الروحيّة المسيحيّة في روما القائلة: "كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس!"، لأنّ أوان كشف الحقيقة قد حان. ويضمّ اتحاد أورا صوته إلى صوت قداسة البابا  في تذكير المسؤولين اللبنانيين بأن "ﻻ سلام بدون عدل"، ولذلك فإنّ أولى الخطوات نحو السلام في هذه المرحلة، تبدأ بتحقيق العدالة في انفجار ٤ آب.

 ويتوجّه اتحاد أورا إلى الشّعب اللبنانيّ بصوت قداسة البابا أيضًا وبكلّ إيمان ورجاء بالقول: "ﻻ تيأسوا وﻻ تفقدوا روحكم، ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء، لتزهروا وتزدهروا من جديد..."

 

عن اتحاد أورا الأب طوني خضره "