لبنان
17 تشرين الثاني 2023, 14:20

الأباتي جوزف بو رعد يشدّد على أهمّيّة التّوبة والتّجدد على الصّعد كافّة ولاسيّما العلاقة مع الآب السّماويّ

تيلي لوميار/ نورسات
تحت شعار "ما أجمل أن يلتقي الإخوة معًا" التقى الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي جوزف بو رعد لدى زيارته دير مار الياس الكنيسة- المتن الأعلى، لمناسبة بداية السنة الطقسية- الليتورجية، رهبان الدير وكهنة قطاع المتن الأعلى التابِع لأبرشية انطلياس، وعلمانيين من سائر بلدات المنطقة، حول "صلاة الخورس".

في المناسبة كان للأباتي بو رعد وقفة روحيّة حول نص سفر حزقيال ٣٦ : ٢٢-٣٠ ركز فيها على علاقة الله بشعبه ومما قال: "يذكّر الله الشعب اليهودي بأن تأديبهم راجع إلى خطاياهم، إذ نجسوا الأرض المقدسة، "فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ"، حتى عندما أرسلهم الله للسبي في أرض غريبة استمروا في خطاياهم فنجسوا اسم الله القدوس".  

أوضح أن "هذه الآيات لا تعني أن الله لا يهتم بنا، أو يهتم بمجد اسمه القدّوس فقط، بل تعني أن لا شيء فينا يستحقّ نعمته، هو يعمل فينا بمحبّته ولأجل مجد اسمه القدّوس. وحين يؤدّب الله شعبه ثم يرفعهم، يتعلّم الآخرون الدرس، فيتقدس الله أمام أعين الأُمم. وحين يجمع الله شعبَه يطهّرهم. هذه نبوءة عن عمل المعمودية أي  غسل الخطايا القديمة".

أضاف: "وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم وأنزع قلب الحجر". القلب الجديد أي الفكر، هو القلب المختون بالروح الذي مات فيه إنسان الخطيئة أي شهوة الخطيئة. يمنحنا الروح القدس طبيعة جديدة منفتحة على الله عوضًا عن الطبيعة الفاسدة المنفتحة على الشر".  

تابع: "وأجعلُ روحي في داخلكم وأجعلُكم تسلُكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها، وتسكنون الأرض التي أعطيتُ آباءكم إياها وتكونون لي شعبًا وأنا أكون لكم إلهًا". يذكر الله عهده لأبائهم بأن يعطيهم الأرض، وهذا ما حدث بعد العودة من السبي. ولكن هذه الآية تنظر إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ تشير إلى استردادنا الميراث السماوي، فمن يسكُن الكنيسة الآن سيرث السماء، حين يسكُن الله وسط كنيسته فهو يُبارك ببركات روحية وأيضًا مادية".

وختم مشددًا على أهمية التوبة والتجدد على الصعد كافة ولا سيّما العلاقة مع الآب السماوي.

وبالمناسبة شكر رئيس الدير الأب نجيب بعقليني حضور الرئيس العام ومشاركة الكهنة والعلمانيين الذين يعتبرون الدير واحة صلاة ومساحة لقاء بين أبناء المنطقة على اختلاف مذاهبهم.