لبنان
28 كانون الثاني 2021, 07:30

الأب أبو كسم لتيلي لوميار: السّلطة للخدمة ومعطاة من الله

تيلي لوميار/ نورسات
في الوقت الّذي يشهد فيه لبنان عودة إلى التّحرّكات الشّعبية، بدأ ناقوس الخطر يهدّد الأمن الإنسانيّ في البلاد على مختلف الصّعد مع بروز مخاوف من حدوث اهتزازات أمنيّة تزيد الطّين بلّة.

في هذا السّياق، أوضح مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو أبو كسم أنّ "لبنان بات بحاجة إلى أعجوبة لتحرّره من أزمته الرّاهنة والّتي طال أمدها، فالشّعب اللّبنانيّ بات وضعه يتّجه نحو اليأس بعدما فقد الأمل بالبقاء وما يدلّ على غياب هذا الأمل هو تأرجح لبنان بين "المطرقة والسّندان" وأعني بذلك تفاقم الأزمات السّياسيّة الماليّة والصّحّيّة والشّعب متروك لقدره".

أضاف الاب عبدو: "نحن نؤيّد مبدأ الاقفال والالتزام التّامّ لأنّ صحّة المواطن أسمى من أيّ شيء لكن بشرط أن تتحمّل الدّولة مسؤوليّاتها كافّة أمام شعبها غير القادر على استمراريّة البقاء وتأمين لقمة عيشه، وبالأخصّ الطّبقة الفقيرة الّتي باتت تشكّل 70 بالمئة من الشّعب اللّبنانيّ وأصحاب المهن الحرّة والعمّال المياومين، مشيرًا إلى أنّ الشّعب اللّبنانيّ الّذي صدّر الحضارة والفكر والمعرفة إلى بلدان العالم، يقف اليوم مذلولاً أمام المستشفيات والأفران جرّاء استهتار المسؤولين عن مقدّرات البلاد".

وحول النّداء الّذي وجّهه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي إلى الرّئيس الأميركيّ الجديد جو بايدن بتسلّم مهامّه، والّذي أمل خلاله أن ينظر الرّئيس الجديد مع إدارته إلى قضيّة لبنان، قال الأب عبدو أبو كسم: "نحن  نتأمّل خيرًا أن يحصد هذا النّداء الثّمار المرجوّة لخلاص لبنان وشعبه المنكوب، لكن يجب علينا أن ندرك تمامًا أنّه إذا لم نساعد نحن أنفسنا عبثًا لو ساعدنا الآخرين لا نستطيع أن نصل إلى ميناء الخلاص، وبالتّالي علينا أن نشفق نحن على بعضنا قبل أن يشفق الآخر علينا  مع ترحيبنا بكلّ المساعي الهادفة إلى إنقاذنا من هذا الوضع الميؤوس".

وعمّا إذا كان السّياسيّون في هذا البلد يستحقّون صفة "موكّل"، أوضح الأب عبدو أبو كسم: "صحيح أنّ كلّ مسؤول لديه سلطة لكن هذه الأخيرة ليست منه إنّما هي معطاة من الله ومن وكالة الشّعب له، ومن واجبه أن يكون أمينًا لهذه الوكالة لاسيّما في هذه الظّروف القاسية الّتي توجب عليه أن يقف أمام محكمة الضّمير ليرى أعماله إذا كانت أهلاً للثّقة أم لا عوضًا عن الوقوف موقف المتفرّج".

وأنهى الأب أبو كسم حديثه بالقول: "في نهاية المطاف لا بدّ من أن تنتظم الأمور بشكل أو بآخر، وأن يقف كلّ مسؤول أمام محكمة التّاريخ الّتي لا ترحم."